وجاء الاحتفال بيوم الطيران المدني هذا العام، تزامنا مع ذكرى مرور 80 عاما على تأسيس منظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو"، ومرور 50 عاما على اعتماد الملحق الـ17 للمنظمة. وأوضح وزير النقل البري والبحري عادل ليدا في كلمته أن الطيران المدني يحتل مكانة أساسية في بناء عالم مترابط، فهي تتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية والاقتصادية، وتفتح آفاقاً جديدة للتبادلات البشرية والتجارية والتكنولوجية. متحدثا عن وضع الطيران المدني في البلاد كدولة جزرية، وقال "لقد اعتمدنا على ضرورة أن تكون سماء آمنة ومستقرة واضح"
وأضاف وزير النقل بأن سلامة وأمن رحلاتنا غير قابلة للتفاوض، لأنها تشكل حجر الزاوية في ثقة المسافرين والفاعلين الاقتصاديين. مشيرا إلى أن الطيران المدني يعد أكثر من مجرد وسيلة نقل، فهو ركيزة استراتيجية للأمم، حيث يربط بين الناس ويجمع الاقتصادات ويسهل التبادلات الثقافية والتجارية. مؤكدا أهمية الطيران في بلادنا، وأن كل رحلة تعبر سمائنا هي فرص جديدة للوظائف، سواء كان ذلك لربط جزرنا معا، أو توفير فرص التنقل الدولي للمواطنين، أو تحفيز جاذبية بلدنا من حيث السياحة والاستثمار
ومن جانبه، أوضح المدير العام للوكالة الوطنية للطيران المدني الأرصاد الجوية عبده مندوها عبد الله، أن الطيران المدني يقع في قلب حياتنا اليومية ومستقبلنا، ومن واجبنا كسلطة تنظيمية "رفع مستوى الوعي بين مواطنينا حول حقوقهم وواجباتهم كمسافرين". وأكد بأن الالتزام باللوائح وفهم ظروف السفر والتعاون مع شركات الطيران أمر مهم من أجل تحقيق كفاءة الأداء لنظام الطيران
بينما شدد المتحدثون الآخرون على ضرورة تحديث مطاراتنا، لاسيما من خلال تزويد البنية التحتية بأحدث المعدات لتلبية متطلبات شركات الطيران الدولية، ودعم التدريب المستمر للعاملين في مجال الطيران المدني، لأن "رأس المال البشري هو أساس أي نجاح دائم"
والجدير بالذكر أنه تم تحديد "اليوم الدولي للطيران المدني" في عام 1994 في إطار أنشطة الذكرى السنوية الخمسين لتأسيس الإيكاو. وفي عام 1996، وبـمبادرة من الإيكاو ومساعدة من الحكومة الكندية، أقرَّت الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً يوم 7 ديسمبر "يوماً دولياً للطيران المدني" في منظومة الأمم المتحدة. ويهدف إلى المساعدة على إذكاء وتعزيز الوعي العالمي بأهمية الطيران المدني الدولي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول، والدور المتميِّز الذي تضطلع به الإيكاو لمساعدة الدول على التعاون وإقامة شبكة عبور سريعة في جميع أنحاء العالم خدمة لمصالح البشرية جمعاء
ونظراً لأن الأممَ المتحدة ودولَ العالم قد اعتمدت الآن "خطة عام 2030" ودخلت في حِقبة جديدة من التنمية المستدامة العالمية، فإن أهمية الطيران كمحرِّك للربط العالمي أصبحت ذات صلة أقوى بأهداف اتفاقية شيكاغو المتمثِّلة في النظر إلى الطيران الدولي كمحفِّز أساسي للسلام والازدهار العالميين. وقد جاء الاحتفال هذا العام تحت شعار "الابتكار والاستدامة في الطيران"، بهدف تعزيز الوعي بأهمية الطيران المدني في التنمية الاجتماعية والاقتصادية ودوره في تحقيق التفاهم والسلام بين الدول، ويعود اختيار هذا التاريخ إلى ذكرى توقيع اتفاقية شيكاغو في عام 1944، التي أسست الإطار القانوني للتعاون في مجال الطيران المدني الدولي
كما يصادف هذا العام ذكرى مرور 50 عامًا على اعتماد الملحق السابع عشر لاتفاقية شيكاغو، والذي يركز على تعزيز أمن الطيران المدني عالميًا حيث تم تبني هذا الملحق في عام 1974 استجابةً للتهديدات المتزايدة للطيران ووضع معايير دولية لتنفيذ تدابير أمنية في جميع مراحل العمليات الجوية كما حقق الملحق إنجازات ساهمت في تعزيز أمن الطيران، وأكدت على أهمية التعاون الدولي بين الدول الأعضاء، شركات الطيران والمطارات إضافةً إلى مناقشة التحديات المستقبلية مثل الأمن السيبراني والطائرات بدون طيار وتعزيز التزام المجتمع الدولي بتطبيق معايير أمنية مشتركة لضمان سلامة ملايين الركاب والبضائع يوميا