logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

معايير الانتخاب في الشريعة الإسلامية: رؤية شاملة للحكم والتوجيه

معايير الانتخاب في الشريعة الإسلامية: رؤية شاملة للحكم والتوجيه

Sites rencontre oran algerie Site rencontre goth |  | ---

image article une
مع اقتراب موعد إجراء انتخابات مجلس النواب في البلاد، يترتب على كل مسلم معرفة الأسس والمعايير التي يجب أن تكون حاضرة عند اختيار ممثليهم في البرلمان. ففي الإسلام، لا يُطلب من المسلم اختيار شخص صالح وتقِي فحسب، بل يجب أن يكون هذا الشخص أيضًا مؤهلاً علميًا وفنيًا لمهامه السياسية والتشريعية.

 

الإسلام، دين شامل ومتكامل، يوجه المسلمين في جميع جوانب الحياة. قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا} [المائدة: 3]. بناءً على ذلك، ومن خلال التأمل في الكتاب والسنة وسير الصحابة، يمكن استخلاص مجموعة من المعايير الأساسية لاختيار المرشحين

 

المعيار الأول والثاني: الحفظ والعلم

جاء ذلك في قول الله تعالى حكاية عن سيدنا يوسف عليه السلام: {قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} [يوسف: 55]. هذه الصفات من الحفظ والعلم تبرز كمعايير أساسية في اختيار الأشخاص القادرين على إدارة المهام الكبيرة، مثل وزارة الاقتصاد أو المالية. فلا يكفي أن يكون الشخص صالحًا تقِيًا بل يجب أن يكون أيضًا ملمًا بالعلوم والمعرفة التي تحتاجها وظيفته

 

المعيار الثالث والرابع: القوة والأمانة

وردت هذه الصفات في قوله تعالى حكاية عن بنت سيدنا شعيب عليه السلام: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ} [القصص: 26]. القوة في الجسم والعقل، مع الأمانة في التعامل، تعتبر من الأساسيات الضرورية للمرشح

 

معايير الانتخاب في السنة النبوية

تولية من كان أهلاً للولاية: أكد النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه منع تولية أبي ذر رضي الله عنه، حيث قال: «يا أبا ذر! إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها». وهذا يدل على ضرورة اختيار الشخص القادر على تحمل الأمانة والمسؤولية

مراعاة التخصص في الولاية: من خلال ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تميز بعض الصحابة في مجالات معينة، نرى ضرورة أن يكون لكل شخص دور يختص به بناءً على تخصصه. مثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل» و«أرحم أمتي بأمتي أبو بكر»

تولية الأصلح والأكفأ: في اختيار الصحابة لبعض المهام الكبرى، كان النبي صلى الله عليه وسلم يختار الأصلح والأكفأ، مثل اختيار مصعب بن عمير رضي الله عنه كأول داعٍ إلى الله في المدينة، واختيار علي بن أبي طالب رضي الله عنه لقيادة الجيش يوم فتح خيبر

في الختام، يجب على المسلمين أن يأخذوا هذه المعايير بعين الاعتبار عند اختيار ممثليهم في الانتخابات، وأن يسعوا إلى اختيار الأكفأ والأصلح وفقًا لما يرضي الله تعالى ويحقق المصلحة العامة للأمة. نسأل الله عز وجل أن يوفقنا لما يحب ويرضى وأن يعيننا على انتخاب القيادات التي تحقّق الخير والصلاح للأمة الإسلامية

محمد حسين دحلان

باحث في الشريعة الإسلامية

تعليقات