وكانت قد تكونت الدورة من موضوعين رئيسين وهما "قواعد البحث العلمي" و"قواعد تحقيق النصوص التراثية العربية" حيث قام الدكتور أنيس عطية الفقي مدير مركز تحقيق التراث العربي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بتقديم الموضوع الأول أول أمس الأربعاء. وأكد في بداية محاضرته بأن طلاب مرحلة الماجستير بحاجة ماسة إلى المعرفة والإلمام بالقواعد الأساسية للبحث العلمي، باعتبار أن هذه القواعد هي الطريقة الرئيسية المساعدة لتنفيذ بحوثهم العلمية بنجاح. مشيرا إلى أن البحث العلمي خصائص لابد من مراعاتها وهي "الموضوعية والمنهجية ومعرفة كيفية اختيار نقطة البحث وكيفية جمع المعلومات وغيرها من القواعد في البحث العلمي. كما استعرض الدكتور أنس الفقي في نهاية محاضرته نموذج لخطة البحث العلمي
أما الدكتور محمود مهدي محمود بدوي فقد تحدث في الموضوع الثاني "قواعد تحقيق النصوص التراثية العربية". موضحا في بداية حديثه عن المراد بالتراث العربي، قائلا بأن التراث العربي بدأ مع بداية الإسلام، منوها بأن التراث هو ما نرثه من أسلافنا وقد يكون معنويا وماديا ومعرفيا، ولكن ما يهمنا في هذه الدورة هو التراث المعرفي. وأشار الدكتور محمود بدوي إلى التراث المعرفي العربي متميز من غيره من التراث العالمي لعدة أسباب. كما عرف المحاضر معنى تحقيق النصوص التراثية، وقال بأنه "إخراج النص التراثي في أقرب صورة تركه المؤلف عليها"
كما تحدث عن شروط ومواصفات المحقق التي تتمثل من الأمانة والصبر واتقان علوم اللغة العربية من نحو وصرف وملما بحركة التراث في العصر الذي يعمل التحقيق فيه، وملما بقواعد الاملاء الحديثة. وأما أمس الخميس فقد قدم الدكتور محمود موضوعه حول "خطوات التحقيق" والتي شمل "اختيار النص وجمع نسخ للمخطوط ومعرفة إذا كان المخطوط محققا أم لا وسؤال أهل الخبرة ودراسة النسخ" وغيرها من الخطوات التي يجب على المحقق اتباعها في عمله
وبعد انتهاء الدورة، نظمت عمادة كلية الإمام الشافعي للعلوم العربية والدراسات الاسلامية حفلة رسمية للإعلان عن انتهاء أعمال الدورة حضرها وكيل الكلية الدكتور محمد مزي وبون ومدير شؤون التعليمية بالكلية الدكتور سيد أحمد ورئيس قسم الدراسات العليا في شعبة التربية الدكتور سيد علي ورئيس خدمة المجتمع الدكتور عبد الله سعيد، والدكتور محمد علي مباما رئيس قسم اللغة العربية
وأكد الباحث في قسم التربية محمد يوسف نيابة عن زملائه الطلاب عن شكره وتقديره لعمادة كلية الإمام الشافعي على تنظيم مثل هذه الدورات، مثنيا على جهود الخبراء المصريين الذين قدموا محاضرات قيمة أثناء الدورة. وقال "لقد استفدنا كثيرا من هذه الدورة، وإن كانت المدة قصيرة، لكننا استفدنا علما كثيرا وتوسعنا في معرفتنا في مجال البحث العلمي وخاصة فيما يتعلق بفن تحقيق النصوص التراثية والذي يعتبر علما جديدا بالنسبة لطلاب كلية الامام الشافعي"
أما الدكتور محمود مهدي قدم شكره على القائمين بكلية الإمام الشافعي، موضحا بأن جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا مستعدة لتقديم كل الدعم والمساندة لهذه الكلية العريقة التي تحمل اسم لإمامنا الكبير الشافعي، وقال بأنه في حال قيام الكلية باتخاذ القرار بافتتاح قسم التراث العربي، فنحن على استعداد تام لتقديم الدعم والمساندة وخاصة في مجال المناهج الدراسية والخبرات العلمية في هذا المجال. وقال الدكتور محمود مهدي بدوي بأننا بحاجة إلى الاهتمام بتراثنا العربية والإسلامية ومعرفة قيمة المخطوطات الموجودة في بلداننا وجهود علماؤنا السابقين
أما الدكتور محمد مزي وبون وكيل كلية الإمام الشافعي، فقد تحدث باسم عميد الكلية، وقال بأن علاقات جزر القمر ومصر قديمة وأزلية، وأن مصر فتحت أبوابها لاستقبال الطلاب القمريين في جامعاتها ومعاهدها ومدارسها. مؤكدا بأن هناك العديد من الكوادر القمرية الذين تخرجوا في الجامعات المصرية يتبوؤون العديد من المناصب العليا في مختلف ادارات الدولة. هذا وقد أشاد العديد من الطلاب المشاركين على أهمية تنظيم مثل هذه الدورات في الكلية، وأشادوا على أهمية المواضيع التي شملتها الدورة من البحث العلمي وقواعد النصوص التراثية. كما طالب بعض الطلاب المشاركين على أهمية إدخال مادة تحقيق النصوص التراثية ضمن المواد الرئيسية في المنهج الدراسي في الكلية