logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تنظم مائدة رمضانية حول ميثاق العلماء الأفارفة في جامعة جزر القمر

مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تنظم مائدة رمضانية حول ميثاق العلماء الأفارفة في جامعة جزر القمر

Fiche rencontre sky Meet auch |  | ---

image article une
في سياق أنشطتها الرمضانية لعام 2024، نظمت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، فرع جزر القمر، أمس الخميس 4 أبريل الجاري، حلقة نقاش حول "ميثاق العلماء الأفارقة" الصادر عام 2023، في مقر كلية الإمام الشافعي بجامعة جزر القمر، بحضور كوكبة من الباحثين وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة والعلماء والمسئولين.

 

افتتح اللقاء الدكتور نور الدين باشا، الأمين العام لفرع المؤسسة  بكلمة تمهيدية أوضح فيها "بأنّ هذا الميثاق توفّر على إنجازه نخبة مختارة من علماء المغرب مع نظرائهم من البلدان الأفريقية الأعضاء في المؤسسة، ليكون وثيقة مرجعية لأعمال المؤسسة ونشاطاتها، وموجهة لجهود علمائها، وركيزة أساسية لتحقيق أهدافها النبيلة، انطلاقا من قاعدة احترام سيادة الدول والمحافظة على وحدتها الوطنية"

واشتمل الميثاق على خمسة أبواب، يحمل الباب الأوّل مواصفات العالم ومهام العلماء، وفيه تحدّث الدكتور عبد الحكيم محمد شاكر، رئيس فرع المؤسسة، وقال: "إنّ أبرز موصفات العالم أنّه شخص يحمل أمانة ميراث النّبوة،  قدوة في طلب العلم وتحصيله، وفقا لمنهج من قد سلف وسبيل من خلف، وهو رجل مجدّ في العمل لصلاح نفسه وإصلاح غيره، يسعى لتحقيق المقصد الأسنى وهو الخشية والتقوى، وعلى المستوى الرباني العالم يتصف بالربانية في الإخلاص والورع، وفي والزهد واليقين، وعلى المستوى الأخلاقي يتحلى العالم بالصبر والثبات على الحق، متصفا بالرحمة والرأفة والتواضع لله وللناس. كما تتجلى المهام المنوطة بالعلماء  في ترتيب الأولويات، والنهوض بواجب تجديد أمر الدين، ومراعاة المآلات الناجمة عن مقاصد الشريعة وتسديد النظر فيها، والتقيد بمبدأ التيسير والاعتدال، دون التعسير والغلو في الدين، والموازنة بين مقامات الترغيب والترهيب في توجيه المجتمع وإرشاده

أما الدكتور نور الدين باشا، فقد تحدّث عن الباب الثاني من الميثاق، والذي يشتمل على الثوابت الدينية المشتركة بين الشعوب الأفريقية المسلمة، وقال: إنها وفرت لأفريقيا منذ الأزل الأمن والأمان، والسلم والإسلام، ورسخت دعائم الوحدة الوطنية والتسامح الديني، وحسن التعايش بين الأفارقة وبين أنفسهم، وبينهم وبين غيرهم، وأضاف الدكتور باشا، بأنّ الثوابت الدينية المشتركة المذكورة هي

العقيدة الأشعرية: عقيدة أهل السنة والجماعة، بما تحمله من قيم التوازن والاعتدال في الفهم والاعتقاد، كما في الممارسة العملية، كما امتازت الأشعرية بحسن التوفيق والوئام بين النقل والعقل، وأضاف: بأنّ الأشعرية هي عقيدة المالكية والشافعية في جميع مواطنهما، وهما رأس مذاهب أهل السنة والجماعة

المذاهب الفقهية السنية: التي استوطنت أفريقيا منذ القدم، وأبرزها المالكيّة في شمال أفريقيا وفي غربها، والشافعية في شرقها، والحنفية في بعض مناطق الجنوب الأفريقي، ويؤكد الميثاق على ضرورة المحافظة عليها بالتعليم والتدريس والعمل

التصوّف السنيّ: وهو منهج تربوي فريد من نوعه، وهو من العلوم الشرعية الحادثة في الملة، نابع من الكتاب والسنة،  ومن سير السلف من الصحابة والتابعين، ومن الأئمة المجتهدين في الدين من الفقهاء والمحدثين ومن الصلحاء والمحسنين، أمثال النووي والغزالي وابن حجر، والإمام السمرقندي....وقال: إنّ الشعوب الأفريقية من الشعوب ذات الأبعاد الروحية في حياتها، فاختارت  التصوف كأحد ثوابت التدين والتزكية وصفاء الروح لديها، فهو عندهم مناهج لتحقيق التقوى واليقين في الله، وإيقاظ روح الجماعة في القول والعمل، والقصد منه هو تزكية النفس من أهوائها، وتطهير الروح من أرجاسها،  تتخذ الصوفية طريقا لبلوغ مقام الإحسان، والترقي إلى مقامات اليقين، وروح التصوف وغايته هو التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل، وهو كما قال العالم العلامة الدكتور أحمد التوفيق: "التصوف خلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوف"

أما الباب الثالث من الميثاق، فيحمل عنوان :"القيم الإسلامية وحماية المشترك الديني"، وتحدث عنه الدكتور حسن علي أحمد كاري، وقال: إن القيم الإسلامية ذات البعد الإنساني لها حق الحماية والصون في وجه التيارات المعادية لكلّ ما هو دينيّ، فالميثاق يدعو إلى الذود عن حقوق الإنسان المكرّم من رب السّماء حقا فطريا غير قابل للتفاوض، وحماية التسامح الدينيّ الموروث أفريقيا، كما يؤكّد الميثاق على ترسيخ قيم التضامن الاجتماعي البناء بين فرقاء المجتمع

أما الباب الرابع فيحمل عنوان: "حماية الأمن الروحي بأفريقيا"، وقد تولت الحديث عنه السيدة فاطمة أحمد علي، وقد تطرق الحديث إلى تحديات الأمن الروحيّ في العالم المعاصر، والتعامل الإيجابي مع غير المسلمين من أتباع الديانات الأخرى، أما الباب الخامس من الميثاق فقد غطى مسائل أساسية في المجتمعات الأفريقية المعاصرة بما فيها النهوض أوضاع الأسرة المعاصرة، مثل: صيانة التراث الإسلامي الأفريقي المادي واللامادي، صيانة العمران وتحديات البيئة الأفريقية، وكذلك قضايا المرأة والشباب والطفولة، وتعزيز الأمن الاجتماعي والوئام المحلي، وقد أعدت المؤسسة مأدبة إفطار جماعي حضرها جميع المشاركين في أشغال الندوة

تعليقات