وأثناء التوقيع على المذكرة أعطت مجموعة بنك أفريقيا الضوء الأخضر لبدء المناقشات، بهدف فتح فرع له في جزر القمر. ولم يكشف المسؤولون عن المؤسسة المصرفية عن جدول زمني لتنفيذ المشروع في البلاد، لكنهم عبروا عن رغبتهم في توسيع شبكتهم في إفريقيا، وهو أحد الطموحات التي أبداها مديرها العام أمين بوعبيد. كما أعربت السلطات القمرية عن رغبتها بافتتاح مثل هذه المؤسسة في جزر القمر نظرا لخبرتها في مجال الخدمات المصرفية والمالية

وجاء في بيان صحفي لوزارة المالية والميزانية والقطاع المصرفي أن "هذه الاتفاقية تعكس رغبة الحكومة القمرية في تعزيز تنمية واستقرار القطاع المصرفي في جزر القمر". وقد أعرب محافظ البنك المركزي القمري الدكتور يونس إيمان، والذي حضر حفل التوقيع، عن رغبته في تعبئة "شركاء موثوقين" وقبل كل شيء قادرين على لعب دور قيادي في  شأن سياسة استقرار السوق والبيئة المصرفية، وأن تساهم في تحديث وتنويع الخدمات لصالح العملاء القمريين"

وحسب ما جاء في البيان الصحفي فإن الحكومة القمرية واثقة من "أن إنشاء بنك أفريقي في جزر القمر لن يؤدي فقط إلى تعزيز المنافسة في القطاع المصرفي، وتعزيز استقرار النظام المالي في جزر القمر، بل سيوفر أيضا فرصا وخدمات أفضل لجميع المواطنين القمريين". ولم يتم حتى الآن، الحصول على شروط مذكرة التفاهم ولكن البيان الصحفي أعلن فقط عن "إنشاء مؤسسة مالية جديدة تسمى بنك أفريقي قمري"

وشهدت الاعتمادات المقدمة للاقتصاد ارتفاعا واضحا تقدر بنحو 120.5 مليار فرنك قمري في عام 2022 (مقابل 95.4 مليار عام 2021)، أي بزيادة قدرها 26.3%، وهو ما يؤكد في أوساط المؤسسات المصرفية على أن إنشاء مؤسسة مالية جديدة سيوفر استثمارات جديدة. ويمكن لبنك أفريقي جزر القمر الجديد أن يحدث ثورة في السوق المصرفية في البلاد من حيث الخبرة، ويساهم أيضا في توسيع دائرة الأعمال الدولية في الوقت الذي اختارت فيه جزر القمر لاندماج في منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية

والجدير بالذكر، أن بنك أفريقيا هو بنك مغربي تأسس عام 1959، حيث يعتبر واحدا من أقدم البنوك في المملكة المغربية، كما أنه ثالث أكبر بنك في المغرب، ويوجد في 19 دولة في العالم، بما في ذلك 8 دول في القارة الإفريقية. وقام بنك أفريقيا بإقامة روابط في العديد من الأسواق حول العالم والتي يمكن أن تشكل فرصة للمستثمرين الأجانب الراغبين في الاستقرار في جزر القمر وممارسة الأعمال التجارية مع الشركاء الاقتصاديين المحليين. ولدى البنك صندوق استثماري يمكن أن يكون بمثابة حافز لتمويل المشاريع الوطنية واسعة النطاق. وتعتبر السلطات القمرية بنك أفريقي قمري "حليفًا موثوقًا به" يمكنه أيضا مساعدة البلاد على تحقيق نجاح أفضل في سياستها الرامية إلى تطوير وتعزيز سوق مالية قوية وتنافسية