تأتي هذه المولدات ضمن هبة مقدمة من الشركة الإماراتية "مصدر"، وهي جزء من جهود متواصلة لتحسين البنية التحتية الكهربائية في جزر القمر. وفي تصريح للمدير الفني للشركة الوطنية للكهرباء، نافع الدين حبيب، أكد أن هذه المولدات سيتم توزيعها بين الجزر الثلاثة وفقا للاحتياجات الملحة. مضيفا أنه تم إرسال مولد إلى جزيرة أنجوان، وآخر إلى جزيرة موهيلي، فيما سيتم تركيب المولدتين المتبقيتين في جزيرة القمر الكبرى. وأوضح أن العملية شملت توزيع 10 مولدات، بتركيب خمسة منها في جزيرة القمر الكبرى، وثلاثة في أنجوان، واثنين في موهيلي
أما بالنسبة للدفعة الأولى التي تضمنت ستة مولدات، فقد تم بالفعل تركيب ثلاثة منها في جزيرة انغازيجا، وبدأت مرحلة الاختبارات، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في إمدادات الكهرباء بالعاصمة موروني وضواحيها منذ الأحد الماضي. وبيّن حبيب أن العمل على تركيب بقية المولدات سيستمر بسرعة، حيث سيُركز الجهد في البداية على تشغيل المولدات الجديدة، قبل بدء أعمال صيانة المولدات القديمة التي تم استلام معداتها سابقًا
دعم إماراتي مستدام للطاقة المتجددة
وتتضمن الشحنة الجديدة مولدا خاصا سيتم تخصيصه لمزامنة عمل محطة الطاقة الشمسية في منطقة واشيلي، التي تخضع حاليا للاختبارات النهائية. وتعهدت الحكومة القمرية بإعادة الطاقة الكهربائية بشكل مستدام قبل حلول الشهر الفضيل، مما يبرز التزامها بتحسين إمدادات الكهرباء وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة في الأرخبيل. يذكر أن الحكومة القمرية قد سبق لها شراء ست مولدات بتمويل ذاتي من الشركة الفرنسية "تيك" بقيمة 4 مليارات فرنك قمري، مع معدات صيانة مخصصة لأحد المولدات، في إطار سعيها المستمر لتحسين جودة الكهرباء وتوسيع الشبكة الكهربائية
واقتربت أعمال إنشاء محطة الطاقة الشمسية في منطقة واشيلي من نهايتها، حيث أكد الفنيون نجاح اختبارين تقنيين، ما يمهد الطريق لتشغيل المحطة رسميا مع بداية شهر رمضان. وكان وفد من وزارة الطاقة القمرية برئاسة الوزير أبو بكر سيد علي، زار موقع المشروع يوم السبت 8 فبراير الجاري، برفقة القائم بالأعمال في سفارة الإمارات العربية المتحدة. وأكد مسؤولو المشروع خلال الزيارة أن الأشغال وصلت إلى مراحلها الأخيرة، تمهيدًا لانطلاق التشغيل الفعلي قريبا
تشغيل محطة واشيلي مع بداية شهر رمضان
ويعد المشروع، الممول من دولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة نوعية إلى قطاع الطاقة في جزر القمر، حيث يهدف إلى تحسين وصول السكان المحليين إلى الكهرباء، وتعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة. وأكد أحد الفنيين بالموقع أن "سكان المنطقة لديهم فرصة كبيرة للاستفادة من الكهرباء الشمسية مع بداية شهر رمضان"، ما يعكس أهمية المشروع في تحقيق استدامة إمدادات الطاقة. وأعرب وزير الطاقة عن رضاه عن التقدم المحرز في تنفيذ المشروع، مشيرًا إلى أن "المحطة الشمسية في واشيلي تمثل خطوة استراتيجية لمواجهة تحديات الطاقة، ودعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلاد"
من جهتها، أكدت الشركة المنفذة للمشروع أن المحطة أصبحت جاهزة للعمل، حيث قال رئيس القسم الفني: "تم تنفيذ الاختبار الأول بنجاح، ويوم الأحد تم إجراء الاختبار الثاني، وحتى الآن، تعمل الكهرباء كما هو متوقع". وأشاد القائم بالأعمال في سفارة الإمارات عبد الوحيد الجابري بالجهود الكبيرة التي بُذلت منذ بداية المشروع حتى مراحله الأخيرة، مؤكدًا أهمية التعاون القائم بين البلدين في دعم مشروعات البنية التحتية. ومن المنتظر أن توفر المحطة قدرة إنتاجية تصل إلى 6.3 ميجاوات، ما يسهم في تعزيز إنتاج الطاقة النظيفة والمستدامة في الأرخبيل، ويشكل خطوة جديدة نحو تعزيز أمن الطاقة في البلاد
