وخلال كلمته، استعرض رئيس الجمهورية عددا من الموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، منها الانتخابات الرئاسية وحكام الجزر التي ستجري الجولة الأولى منها في 14 من يناير الجاري، ورئاسة جزر القمر للاتحاد الافريقي وقضية فلسطين والبرنامج مع صندوق النقد الدولي
وبدأ غزالي خطابه بالأوضاع السياسية الراهنة في البلاد والمتعلقة بالانتخابات الرئاسية وحكام الجزر، مقدما شكرا خاصا إلى القوى المعارضة التي قررت بالمشاركة في العملية الانتخابية الحالية. داعيا الموطنين "بترحيب المرشحين في مدنهم وقراهم، وفي أحيائهم والساحات العامة وإتاحتهم الفرصة بالاستماع إليهم، وتشجيع الحوار الديمقراطي معهم، وترك المشاجرات والخلافات غير الضرورية، وأن يكون الفائز في هذه الانتخابات من سيحقق التنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلادنا والرفاهية لأهل جزر القمر". وتعهد رئيس الجمهورية بإجراء انتخابات حرة وشفافة وذا مصداقية تتفق مع المعايير الدولية، مما يؤدي إلى إعطاء بلادنا الصورة التي تستحقها، سواء على المستوى الإقليمي أو على المستوى الدولي
وطالب غزالي عثمان قوى المعارضة بأن تنضم إلى جهود الحكومة، لقطع الطريق على خطاب الكراهية، لأولئك الذين يدعون إلى العنف والفوضى، محذرا من أي محاولة لإثارة الفوضى وعدم الانضباط، وأن هذه المحاولات ستكون عواقبها وخيمة. وقال "بكل احترام للجميع ولكن الدولة ستتحمل كافة مسؤولياتها القانونية والأخلاقية لمنع أي عمل من شأنه الإخلال بالنظام العام أو تعريض السلام والأمن والسلمي الاجتماعي للخطر في البلاد". مؤكدا الالتزام بأي عملية من شأنها تساهم في تهدئة الأوضاع وترسيخ الديمقراطية وسيادة القانون وضمان الاستقرار والسلام والأمن، حتى يصبح جزر القمر نموذجا للتنمية في المنطقة وفي العالم
وأوضح بأنه من خلال تنفيذ خطة جزر القمر الناشئة، نرحب "بتصنيف بلادنا في عام 2019، من قبل الصناديق المالية الدولية والمتمثلة بالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، بين البلدان المتوسطة الدخل". متحدثا عن الانجازات التي حققتها حكومته خلال العام 2023م في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاستثمارية والتنموية وذلك بدعم من الشركاء القمريين. وأعرب عن تفاؤله، عن قدرات البلاد على تعزيز صمودها ومواصلة إصلاحاتها للنهوض بحلول عام 2030
تطور الدبلوماسية القمرية
وتطرق رئيس الجمهورية في كلمته إلى الحديث عن استلام جزر القمر رئاسة الاتحاد الإفريقي التي تعد الأولى من نوعها في بلادنا، وأكد أنها شكلت حقبة جديدة في تطور الدبلوماسية القمرية والطريقة التي ينظر إليها العالم. موضحا اعتزازه وفخره للشعب القمري التي تمكنت بعبقرية من الصعود إلى سطح القارة الإفريقية والمشاركة في الاجتماعات الكبرى حول الحوكمة العالمية. وأشار فخامته إلى أن كثير من الناس يؤمنون بقدرة بلدنا -المصنف بين الدول الجزرية الصغيرة النامية- على تحمل مسؤوليتها -على وجه الخصوص- في هذه الفترة الصعبة التي تواجه القارة الافريقية تحديات عديدة، سواء في الأمن أو الصحة أو المناخ. وقال غزالي عثمان "لقد تمكنا من خلال رئاستنا للاتحاد الافريقي من إثبات أن أمتنا تتمتع أيضا بالمهارات والموارد البشرية اللازمة لجعل صوت أفريقيا مسموعا على الساحة الدولية"، وذلك من خلال الاجتماع الأول لمجموعة العشرين بحضور أفريقيا كعضو كامل
كما تحدث رئيس الجمهورية "بالصراعات بين الأشقاء" التي تجتاح القارة والتي تشكل عقبات أمام تحقيق التطلعات المشروعة للشعوب، في مجال الحكم الديمقراطي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. موضحا الخطوات التي اتخذتها القادة الأفارقة لتحقيق حلم السوق المشتركة وجعلها رافعة للنمو وموفرة لفرص العمل لصالح الشباب الأفريقي. وأكد أنه "مع اقتراب نهاية ولايتنا في رئاسة الاتحاد الافريقي، لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به، ولاسيما الانتهاء من إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، التي بمجرد الحصول عليها ستكون بلا شك بمثابة رافعة لتنمية القارة ككل، ولكن هناك العديد من الإنجازات كحصول على التصديق على معاهدة زلكاف من قبل العديد من البلدان التي كانت لا تزال مترددة في القيام بذلك"
جزر القمر تدين المجازر الإسرائيلية
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، استنكر رئيس الاتحاد الأفريقي، الأعمال الوحشية التي نددتها الأمم المتحدة والتي ترتكب ضد المدنيين في قطاع غزة. وأعرب عن إدانته للمجازر التي تحدث أمام أعين العالم في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، كما تحدث عن استيائه من سلبية بعض الجهات الفاعلة في المجتمع الدولي، والمتواطئة في بعض الأحيان. وقال غزالي عثمان إن جزر القمر ينضم إلى العالم المحب للسلام والحرية، والدعوة إلى وضع حد لهذا الحرب وقصف المستشفيات وانقطاع المياه والكهرباء والهجمات القاتلة التي يشنها الجيش الإسرائيلي، والتي يكون ضحاياها من المدنيين وكبار السن والرجال والنساء والأطفال، فضلاً عن العدد الكبير جداً من الإصابات المسجلة والدمار الهائل للبنية التحتية الحيوية. موضحا "إننا ندعو إلى إنهاء الاستعمار والتهجير القسري للسكان في غزة والضفة الغربية، وإلى حل دائم لهذا الصراع الطويل، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وإقامة دولتهم وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى أراضيهم"