logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

طوفان الأقصى

طوفان الأقصى

Dans ma peau mémoires d une prostituée Festival rencontres brel 2011 |  | ---

image article une
غزة تلك المكان الأكثر ازدحاماً في العالم، بكثافة سكانه الذين هم من اللاجئين الفلسطينيين الذين قدموا إليها بأعداد كبيرة أثناء النكبة الفلسطينية، عام 1948، وحتى بعدها.

 

غزة هاشم التي لم تولد مزدحمة بالسكان كما ترونها وكما هي الآن، لولا الجرائم التي قامت بها العصابات الصهيونية، بتهجيرهم والتطهير العرقي عام 1948 حيث هجرت  السكان الفلسطينيين من مدنهم وقراهم التي كانت منها قضاء غزة، ما أدى إلى تحويل غزة إلى سلسلة من مخيمات البؤس والجوع والحرمان واللجوء، وتقليص مساحتها من 1111 كمإلى 300 كم2 فقط. هذه المدينة الساحلية الساحرة المعروفة بـ"غزة هاشم" نُقل عن الرسول الكريم حديثه بشأنها "أبشّركم بالعروسين، غزة وعسقلان"، تضاعَفَ عدد ساكنيها من 40 ألف نسمة، عشية النكبة، إلى نحو نصف مليون نسمة والآن يفوق عددهم المليونين نسمة

اليوم، باتوا يعيشون في معازل، ويتجرّعون مرارة الحصار والاضطهاد من الإسرائيليين، منذ 2006. الصهيونية التي زرعت أراضي غزة ومحيطها بمستوطنات، عقب احتلالها عام 67، وتم تفكيكها ضمن "فك الارتباط"، عام 2005، سبق وشردت معظم "بناتها"، في نكبة 1948، بتدميرها 46 قرية (من بين 54 قرية مجموع قرى قضاء غزة التاريخي) دون تردد. وكانت هذه القرى منتشرة على بقعة واسعة امتدت شرقاً وشمالاً إلى مدينتي الرملة ويافا. قرى دمرت بالكامل حتى أصبحت مجرد أطلال، وبيوت فارغة من أصوات ساكنيها، ومساجد مهجورة تخلو من صوت الآذان وكنائس كسرت أجراسها يلف فيها الريح وصدى الأصوات المرعبة تعشش فيها الغربان

غزة هاشم الماء والخضراء امتازت بخصوبة أراضيها ووفرة مياهها (وهي: أسد، بربرة، برقة، برير، البطاني الشرقية، البطاني الغربي، بعلين، بيت جرجا، بيت دراس، بيت طيما، بيت عفا، تل لترس، جسير، الجلدية، الجورة، جولس، الجية، حتا، حليقات، حمامة، الخصاص، دمرة، دير سنيد، سمسم، سوافير الشرقية، سوافير الشمالية، سوافير الغربية، صميل، عبدس، عراق السويدان، عراق المنشية، عرب صقرير، الفالوجة، قسطينة، كرثيا، كوفخة، كوكبا، المحرقة، المسمية الكبيرة، نجد، نعليا، هربيا، هوج، ياصور، سدود، مجدل عسقلان وغيرها)

كم خافوا ويخاف الطغاة من التاريخ المتجذر وذكريات اللاجئين في بلادهم الفلسطينية التي دمروها. نعم فعلى أطلال القرى الفلسطينية المهجرة، إضافة لمدينة مجدل عسقلان، أعدت اسرائيل المزعومة بنيانا بأعداد مساوية من المستوطنات، أي تقريبا بعدد القرى الفلسطينية المهاجرة، فقد أخذت أراضيها، وأحياناً أسماءها، مثل "كفار عازا"، وبعضها أقيم قبيل النكبة بقليل

ضربة شكلت هزيمة معنوية لقوات الاحتلال

في 30 أبريل 1956، وخلال مشاركته في تشييع جثمان جندي إسرائيلي يدعى روعي روتبيرغ قُتل في عملية فدائية في "غلاف غزة"، قال وزير الأمن الإسرائيلي الراحل موشيه ديان، مخاطباً المشيّعين سكان المستوطنات هناك: "عليكم أن تحرثوا الأرض هنا حتى الثلم الأخير، ونحن من طرفنا ندعمكم ونحميكم بقوة الجيش". وهذا ما حصل طيلة عقود، لكن ذلك انهار، صباح السبت الماضي، بقوة "طوفان الأقصى" الذي أعدته وقامت به المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023م

في قطاع غزة اخترقت الحدود، والسور الواقي الذي كلف إسرائيل أكثر من مليار دولار، هذا الطوفان المبارك الذي سيطرت به المقاومة على عشرات مستوطنات "غلاف غزة"، وتدمير ثماني قواعد عسكرية، وتدمير بعض المستوطنات وتحويلها لخرائب، وفق تقارير إسرائيلية ضمن عملية محكمة شملت قوات كوماندوز دخلت من البر والبحر والجو. هذه الضربة الاستراتيجية، التي أوقعت خسائر بشرية ومادية فادحة، علاوة على الهزيمة المعنوية والخسارة في المعركة على الوعي التي أدارتها "حماس" بحنكة وإتقان، وفق اعترافات إسرائيلية أيضاً

لكنها لم تقتل طفلا ولا شيخا ولا امرأة، المقاومة تناضل وتقاوم بتعاليم الإسلام، ليس كما تقول إسرائيل أنها قتلت مدنيين.. إسرائيل استخدمت سياسة الإبادة والابارتهايد في عام 48 وفي كل حروبها على غزة، والآن تقتل الأهالي الفلسطينيين بدون رحمة، هم يعملوا على حرق وتطهير أراضي غزة من سكانها، كما فعلوا في أمريكا مع الهنود الحمر

الآن غزة غارقة بدمائها من الإسرائيليين، فلا ماء لديها ولا كهرباء ولا دواء ولا طعام، حتى أن تقرأ الآلام وتراها على شاشات التلفزة ليس كما نعيشها. كان الله في عين أهل غزة الغلابا والمساكين الذين ليس لهم ذنب، محاصرون برا وبحرا وجوا. ومقصفون بالطائرات الإسرائيلية الوحشية بالقنابل المحرمة دوليا وبالصواريخ

يا آه من ألم ليس هنا في غزة مكان آمن، فالكل تحت القصف. هي إسرائيل التي قتلت وحرقت وما زلت تقتل. بالأمس قتل المستوطنون أربعة، ومنهم أطفال في قرية كسرى، واليوم وأثناء تشييع الشهداء قام المستوطنون بإطلاق النار على الأب والابن ليرتقوا شهداء بلحظة واحدة، ويوم واحد وبيت واحد، ليكون الألم على أكثر من واحد

وصل عدد شهداء غزة إلى أكثر 1400 شهيد ومئات الآلف من الجرحى ناهيك عن المفقودين. وما زل الغزاويون حتى اللحظة تحت القصف والقصف الفسفوري المحرم دوليا، وغارات تمسح أحياء كاملة عن الخارطة، وشهداء جدد، مع مواكب تشييع شهداء بقطاع غزة لا تتوقف

تعليقات