logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

جزر القمر تحتفي بذكرى الإسراء والمعراج: إرث ديني وثقافي متجذر

جزر القمر تحتفي بذكرى الإسراء والمعراج: إرث ديني وثقافي متجذر

Rencontre dans le gard Boca chica rencontres |  | ---

image article une
تُحيي جزر القمر منذ قرنين من الزمن ذكرى الإسراء والمعراج ليلة السابع والعشرين من رجب، مستندةً إلى ترجيح العديد من العلماء لهذا التاريخ كموعد لهذه المعجزة العظيمة.

 

ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة تعبيرًا عن محبة النبي محمد ﷺ، وإحياءً لذكراه عبر تلاوة القرآن الكريم وسرد أحداث الإسراء والمعراج، إلى جانب حلقات علمية ودينية تحكي عظمة هذه الليلة

يشارك في الاحتفالات علماء كبار وشخصيات بارزة في المجتمع القمري، حيث تشهد المساجد والجوامع تجمعات كبيرة للمواطنين، يتلون سورًا من القرآن مثل الإسراء والنجم، ويتدارسون معاني هذه الرحلة المباركة. وتاريخيًا، كان لعلماء بارزين مثل الشيخ عبد الله بن سلطان جومبي فوم، والشيخ أحمد قمر الدين، وغيرهما دور كبير في تعزيز هذه العادة، إذ كانوا يشرفون على تنظيم الفعاليات الدينية والدعوة إلى التمسك بالقيم الإسلامية

ومن أبرز معالم الاحتفال أيضًا، ارتداء الأعيان والعلماء للزي التقليدي احترامًا للمناسبة، وإلقاء الدروس الدينية التي تبرز أهمية هذه المعجزة ودلالاتها. كما لعبت المؤسسات الدينية مثل مدرسة الأزهر بمبيني، ومدرسة الفتح الإسلامي، دورًا محوريًا في نشر الوعي الديني حول هذه الذكرى، وأهمية الاقتداء بالنبي الكريم ﷺ

ويرى العلماء القمريون أن هذه الاحتفالات ليست مجرد تقليد اجتماعي، بل وسيلة لتعزيز الإيمان وتعميق الوعي الديني، مستدلين بحديث النبي ﷺ: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها"، مؤكدين أن إحياء هذه المناسبات يندرج ضمن نشر تعاليم الإسلام وقيمه

وهكذا، بات الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج في جزر القمر جزءًا من التراث الديني والثقافي، يجمع بين العلم والتقاليد، ويعكس ارتباط المجتمع القمري العميق بقيمه الإسلامية

ويقول الدكتور عبد الحكيم محمد شاكر، عضو هيئة التدريس بكلية الإمام الشافعي-جامعة جزر القمر خلال ورقة علمية مقدمة في ندوة علمية نظمتها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة -فرع جزر القمر- بأن هذه المناسبة الدينية وغيرها مثل الاحتفال بالمولد النبويّ الشريف، صارت جزءا أصيلا من ثقافتنا وعاداتنا الاجتماعية والدينية، حتى إنّ أغلبهم يصنعون الولائم ويدعون الناس إليها، إيمانا منهم بأن هذه المناسبة الطيبة تزيد من إيمان المؤمنين، وتبرز حبهم للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وإظهارا لهذه النعمة الجليلة

وأشار في ورقته إلى أن من بين العلماء القمريين المعظّمين لهذه اللّيلة المباركة الشيخ العلامة محمد شريف مؤسس مدرسة الفتح الإسلامي بمدينة إيكوني وقد أوصى بالاحتفال به. والشيخ المفتي الحالي أبو بكر عبد الله بن مويني طيب جمل الليل، رحل إلى زنجبار لطلب العلم في القرن الماضي ومنها إلى حضرموت ومن حضرموت إلى مكة المكرمة ومنها إلى المدينة المنورة، ودرس في تلك الديار المباركة المقدسة، ورجع بعلم غزير ونفع الله به العباد والبلاد، وكان يحضر في هذا الحفل في مسقط رأسه سالمان مع مشايخ تلك البلدة مثل: الشيخ باحسن، والقاضي محمد الباقر، وغيرهم، وقد سار تلاميذه على الدرب مثل الشيخ علي حاجي مدهوما المستشار بدار الإفتاء، والوزير الأسبق محمد حسين جمل الليل، وكنت من المواظبين على حضور تلك الاحتفالات مع الشيخ مستشار الرئيس الأستاذ الفاضل: عبد الله يحي طيب، والشيخ أحمد سعد طيب، والشيخ الدكتور عبد الرؤوف عبده عمر، والشيخ سيد عبد الله رفقي، وكذلك كثير من طلبة العلم في بلادنا، يرون أن هذه المناسبات مهمة، في إحياء الدين الحنيف عقيدة وعبادة وسلوكا وأخلاقا

تعليقات