وفي مؤتمر صحفي عقده الاثنين الماضي، شدد المدير العام للوكالة، عبده موندوها عبد الله، على ضرورة البقاء في حالة تأهب، قائلًا: "علينا أن نبقى يقظين لأن ظواهر أخرى قد تهدد أرخبيل جزر القمر خلال الأشهر المقبلة". من جانبه، أوضح خبير الأرصاد الجوية بالوكالة، عبد الوكيل سيد رضوان، أن مناطق تشكل الأعاصير هذا الموسم ستركز على النصف الشرقي من حوض جنوب غرب المحيط الهندي. وأشار إلى أن مسارات الأعاصير المتوقعة تتجه غالبًا نحو الغرب أو الجنوب الغربي، مما يرفع احتمالية تأثيرها على المناطق المأهولة بالسكان

وقال رضوان: "نتوقع أن يكون عدد الأعاصير التي قد تؤثر على جزر القمر خلال الموسم بين صفر واثنين، ما يعني أن البلاد قد تشهد ظاهرتين إعصاريين كحد أقصى، ولكن الاحتمالات مفتوحة لأي تغييرات"

تأثيرات المناخ وأهمية التوعية

وفي السياق ذاته، لفت المدير الفني للأرصاد الجوية بالنيابة، عبد الوهاب محمد طاهر، إلى أن هذه التوقعات تستند إلى احتمالات غير مؤكدة، مضيفًا: "قد يزيد أو يقل عدد الأعاصير، ولكن ما نؤكده هو ضرورة الاستعداد لأي طارئ". وأكد عبد الوهاب أن تغير المناخ يؤثر بشكل ملحوظ على كميات الأمطار ودرجات الحرارة، حيث أشار إلى احتمال انخفاض هطول الأمطار هذا العام، مع فترات أمطار غزيرة قد تؤدي إلى فيضانات وتسبب أضرارًا بالممتلكات

وقال عبد الوهاب: "رغم الحماية التي توفرها جزيرة مدغشقر لبلادنا من الأعاصير، إلا أن تغير المناخ يجعل جزر القمر عرضة لهذه الظواهر بمعدل مرة واحدة على الأقل كل خمس سنوات. علينا أن نكون مستعدين لذلك"

التوعية والتدابير الوقائية

اختتم الخبراء في الوكالة الوطنية للطيران المدني والأرصاد الجوية بدعوة جميع المواطنين إلى اتخاذ التدابير الوقائية وتعزيز الوعي بمخاطر الأعاصير. وأكدوا أن مواجهة آثار هذه الكوارث تبدأ من إدراك جماعي للمخاطر والاستعداد المبكر لمواجهتها

ودعا المسؤولون أيضًا إلى الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله من أجل حماية الأرخبيل من أي كوارث مستقبلية، مشددين على أن التعاون بين الجهات المختصة والمجتمع هو السبيل الوحيد لتقليل الأضرار المحتملة

يذكر أن الوكالة الوطنية للطيران المدني والأرصاد الجوية هي الهيئة المسؤولة عن تنظيم الطيران المدني في جزر القمر وضمان سلامته، إضافة إلى تقديم خدمات الأرصاد الجوية. وتعمل على إصدار التراخيص للطائرات والشركات الجوية، وضمان الالتزام بمعايير السلامة الجوية الدولية، والإشراف على المطارات والبنية التحتية للطيران. كما تقود بتقديم التوقعات الجوية اليومية، ومراقبة الأحوال الجوية لتحسين سلامة الطيران والنقل البحري، وتوفير معلومات حول الظواهر المناخية والطقس لدعم القطاعات الزراعية والبيئية