تتمتع جزر القمر بموقع جغرافي مثالي على طرق التجارة الدولية، ولكن ضعف البنية التحتية للموانئ يعوق استفادتها الكاملة من هذه الميزة. إذ تعد الموانئ في جزر القمر، سواء في العاصمة موروني أو في جزر أخرى مثل أنجوان وموهيلي، غير قادرة على استيعاب حجم التجارة الدولية المتزايد، مما يؤدي إلى تأخير الشحنات وارتفاع التكاليف التجارية

تطوير الموانئ في جزر القمر سيتيح للبلاد إمكانية تحسين قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية، كما سيمكنها من تعزيز التبادل التجاري مع البلدان المجاورة، وزيادة حركة صادراتها من المنتجات الزراعية مثل الفانيليا، والقرنفل، والليمون، فضلاً عن تطوير قطاع الصيد البحري الذي يعتمد بشكل كبير على النقل البحري. كما سيسهم تطوير الموانئ في تقليل تكاليف النقل ويعزز قدرة البلاد على جذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع التجارة والخدمات اللوجستية

رغم الأهمية البالغة لتطوير الموانئ في جزر القمر، يواجه هذا القطاع عدة تحديات. أولاً، البنية التحتية الحالية للموانئ غير مهيأة لاستيعاب السفن الكبيرة، مما يحد من قدرة البلاد على جذب شركات الشحن الدولية. ثانياً، تفتقر الموانئ إلى التقنيات الحديثة والخدمات اللوجستية المتطورة التي تمكن من تسريع عمليات التفريغ والشحن. كما أن هناك ضعفًا في التنسيق بين مختلف الجهات المعنية بإدارة الموانئ

علاوة على ذلك، يحتاج تطوير الموانئ إلى استثمارات ضخمة في بناء الأرصفة الجديدة، وتحسين معدات المناولة، وتطوير الأنظمة الأمنية. كما ينبغي توفير التدريب اللازم للكوادر المحلية لتشغيل وصيانة هذه المرافق بشكل فعال

فرص التنمية الاقتصادية من خلال تطوير الموانئ

يمكن أن يكون تطوير الموانئ محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي في جزر القمر إذا ما تم بشكل استراتيجي. ومن أبرز الفرص التي قد تنشأ

زيادة العائدات من التجارة الدولية: مع تحسين البنية التحتية للموانئ، ستكون جزر القمر أكثر قدرة على جذب السفن التجارية والشركات الدولية، مما يزيد من حركة البضائع ويؤدي إلى زيادة العائدات من الرسوم الجمركية والضرائب

تحفيز قطاع السياحة: الموانئ الحديثة يمكن أن تساهم في جذب السفن السياحية، مما يعزز قطاع السياحة في جزر القمر ويوفر فرص عمل جديدة للسكان المحليين

تنمية قطاع الصيد البحري: تسهيل عمليات النقل البحري سيسهم في زيادة صادرات الأسماك، ما يعزز الاقتصاد الوطني ويوفر المزيد من فرص العمل في هذا القطاع

مع البنية التحتية الحديثة في الموانئ، يمكن لجزر القمر أن تصبح مركزًا لوجستيًا هامًا في المنطقة، مما يعزز فرص الاستثمارات الأجنبية المباشرة في العديد من القطاعات الاقتصادية

إن تطوير الموانئ في جزر القمر يمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. من خلال الاستثمار في تحسين البنية التحتية للموانئ، يمكن لجزر القمر أن تعزز من قدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية، وتفتح الأبواب أمام فرص اقتصادية متعددة. ولكن لتحقيق هذه الأهداف، فإن الحكومة بحاجة إلى تبني استراتيجيات شاملة تشمل استثمارات ضخمة في القطاع، بالإضافة إلى تحسين التنسيق بين الجهات المختلفة وتنمية المهارات المحلية

الكاتب والإعلامي/مصطفى القرنه