ويواصل حجاج بيت الله الحرام، مغادرة الأراضي السعودية من مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة بعد أن انتهوا من أداء الفريضة في موسم شهد أداء نحو 1.8 مليون شخص لفريضة الحج هذا العام. وتقول مطارات جدة إن "نحو 16 ألف موظف يعملون على إنهاء إجراءات سفر الحجاج وقت الذروة يمثلون مختلف القطاعات الحكومية والأمنية والتشغيلية". وخصصت المملكة غرفة عمليات مشتركة تقوم على إدارة العمليات التشغيلية داخل مطار جدة، حيث يجري إنهاء إجراءات جوازات الحجاج المغادرين عبر منصات متعددة لإدارة الجوازات ومنصات لتسجيل الأمتعة و4 مراكز صحية. وأعلنت السلطات السعودية يوم الثلاثاء الماضي نجاح موسم الحج لهذا العام، مؤكدة بدء التخطيط للعام المقبل، وذلك تزامنا مع مغادرة قوافل حجاج بيت الله الحرام المتعجلين مكة المكرمة، بعد أن أدوا طواف الوداع
وبدأ حجاج بيت الله الحرام، أول أمس الأربعاء، أداء طواف الوداع (آخر مناسك الحج)، بعد انتهائهم من رمي الجمرات في مشعر منى ثالث أيام التشريق، وذلك حسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس). ويوم الثلاثاء، أنهى الحجاج المتعجلون مناسكهم، في حين بقي الحجاج غير المتعجلين حتى الأربعاء، آخر أيام التشريق. ويعد طواف الوداع واجبا لمن أراد الخروج من مكة، ويلزم من تركه دم، إلا الحائض والنفساء فإنهما تخرجان من مكة من غير طواف الوداع ولا شيء عليهما. ويقصد بعض الحجاج المدينة المنورة بعد أداء مناسك الحج كما جرت العادة، حيث المسجد النبوي وقبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وعديد من المساجد والمواقع الإسلامية ذات الارتباط الوثيق بالسيرة النبوية
وانطلق موسم الحج -الذي يستمر 6 أيام- الجمعة الماضية بيوم التروية، وشهد السبت الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة، ويوم الأحد بدأ الحجاج برمي الجمرات ثم نحر الهدي وطواف الإفاضة، ومن الاثنين للأربعاء استمروا في رمي الجمرات ثم الختام بطواف الوداع. وحسب وكالة الأنباء السعودية، فقد أعلن وزير الحج السعودي توفيق الربيعة أن عدد الحجاج الإجمالي لهذا العام بلغ أكثر من مليون و833 ألفا من أكثر من 200 دولة. وأعلن وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل نجاح الخطط الصحية لموسم حج هذا العام، وخلوه من أي تفشّيات أو تهديدات على الصحة العامة
مئات الوفيات بسبب الحر في موسم الحج
وقال جميل أبو العينين، المشرف العام على الإدارة العامة للطوارئ والكوارث والنقل الإسعافي بوزارة الصحة السعودية، إن السلطات لم تلحظ أي وفيات غير عادية بين الحجاج الذين أدّوا فريضة الحج هذا العام، وسط درجات حرارة مرتفعة للغاية. وأضاف أبو العينين -في تصريحات لوكالة رويترز- "لم نلاحظ، ولله الحمد، أي شيء غير طبيعي أو انحراف عن الأعداد الطبيعية للحالات المرضية والوفيات". وتابع "وفرت الوزارة الرعاية الصحية لأكثر من 2700 حاج حتى الآن على صلة بارتفاع درجات الحرارة"
وفي وقت سابق، قال التلفزيون السعودي إن الحجاج واجهوا خلال أداء مناسك الحج الموسم الحالي درجات حرارة شديدة الارتفاع وصلت في الظل إلى 51.8 درجة مئوية، مما تسبب في وفاة عشرات الحجاج. ومع اختتام الحجاج للمناسك، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية -أول أمس الأربعاء- بأن الحصيلة الإجمالية للوفيات خلال الموسم الحالي ارتفعت إلى أكثر من 900 شخص، غالبيتهم مصريون، ومعظمهم لأسباب مرتبطة بالحر، وأضافت أن كثيرين لا يزالون يبحثون عن أقربائهم وأصدقائهم المفقودين
وقال الصحة السعودي إنه تم تجهيز المنظومة الصحية في المملكة، وتضم 189 مستشفى ومركزا صحيا وعيادة متنقلة، باستيعاب سريري يزيد على 6500 سرير، بكوادر طبية وفنية وإدارية ومتطوعين يتجاوز عددهم 40 ألفا، وبسيارات إسعاف تزيد على 370 سيارة و7 طائرات إسعافية و12 مختبرا و60 شاحنة، فضلا عن 3 مستودعات طبية متنقلة موزعة في المشاعر المقدسة
