وفاز المعارض باسيرو ديوماي فاي بانتخابات الرئاسة، بشكل رسمي، بعد حصده 54.28% من الأصوات في الدورة الأولى، وهي المرة الأولى منذ استقلال السنغال عام 1960 يفوز معارض بالرئاسة من الجولة الأولى في اقتراع بلغت نسبة المشاركة فيه 61.30%. لم يسبق لباسيرو أن تولى منصبا وطنيا منتخبا، وسيصبح خامس رئيس للسنغال وأصغر الرؤساء سنا في البلد الواقع في غرب أفريقيا ويبلغ عدد سكانه 18 مليون نسمة

وقد تعهد الرئيس المنتخب البالغ من العمر 44 عاما، والعضو المؤسس لحزب باستيف بالحفاظ على أساسيات الديمقراطية السنغالية، واعدا بتعزيز وإعلاء القيم الموروثة من الآباء المؤسسين لبلاده. واستذكر ماضيه كناشط ومدافع عن القيم التي يعتنقها السنغاليون منذ أكثر من 60 عاما. وقال "لقد فازت السنغال في 24 مارس 2024.." مشددا على أن نتائج الاستطلاعات تعبر عن رغبة عميقة في التغيير المنهجي

وحول رغبته في الدفاع عن تطلعات الشعب، وعد الرئيس الشاب -بناء على القسم الذي أديته للتو- بضمان احترام التزامات السنغال وتعبئة السنغاليين في الداخل والخارج، حول مشروع وطني موحد وموجه نحو مستقبل سلمي. وأكد باسيرو التزام السنغال بتعزيز "السلام والاستقرار والتكامل الأفريقي"، وتعزيز الاستقرار وقيادة السنغال نحو "الأمل". وقال بأنه على علم بثقل المسؤولية الجديدة وخطورتها، داعيا إلى "تبادلات تحترم سيادة السنغال وفقا لتطلعات شعبها في شراكة مربحة للجانبين"

جزر القمر والسنغال تربطهما علاقات قديمة

وقد هنأ رئيس الجمهورية غزالي عثمان، الرئيس المنتخب في رسالة مؤرخة بـ28 مارس الماضي، مذكرا بـ"العلاقات التي توحد الشعبين القمري والسنغالي والممتدة منذ قرون". وترتبط جزر القمر والسنغال بعلاقات مميزة، تتسم بالأخوة السلمية والتعاون المتين. وجاء في رسالة التهنئة التي وجهها رئيس الجمهورية إلى باسيرو ديوماي فاي "منذ استقلال بلادنا، والشعب المقري يعتمدون دائما على التوافر السخاء الكبيرين لإخوانهم السنغاليين ومؤسسات هذا البلد الصديق لتمثيلهم على المستوى الدولي، عندما تدعو الحاجة"

وقال غزالي عثمان في رسالته "أود أن أعرب عن رغبتي الأكيدة في العمل معكم جنبا إلى جنب، لزيادة  تعزيز تعاوننا الثنائي والتقريب بين شعبينا، والمساهمة معا في الاجراءات الجارية لصالح التكامل الإقليمي الحقيقي، من أجل مزيد من السلام والتقدم والازدهار، في بلداننا وفي جميع أنحاء القارة". كما أشاد غزالي عثمان بالرئيس ماكي سال لنجاحه في إنجاز العملية الانتخابية في بلاده

يذكر أن جذور باسيرو تعود إلى بلدة صغيرة في وسط السنغال. وهو مسلم ملتزم وله زوجتان، وكشف باسيرو قبل الانتخابات عن ذمته المالية التي تضمنت منزلًا في داكار وأرضًا خارج العاصمة وحسابا مصرفيا يحتوي على حوالي 6600 دولار. درس ديوماي فاي القانون وتخرج من المدرسة الوطنية للإدارة في السنغال عام 2004، أصبح مفتش ضرائب وانضم إلى حزب سونكو الذي صعد فيه بشكل سريع ليصبح شخصية بارزة، وأصبح أمينه العام عام 2021

قضى 11 شهرا في سجن كاب مانوال بالعاصمة السنغالية داكار، حيث زج به في السجن في أبريل الماضي بتهمة ازدراء المحكمة وإهانة القضاء، لينضم لقيادات حزبه باستيف، الذي تم حظره بعد ذلك بشهرين فقط. خرج من السجن إثر عفو عام أصدره الرئيس ماكي سال في سياق محاولة تهدئة المشهد السياسي بالتزامن مع انتهاء ولايته، رفقه زعيم حزبه عثمان سونكو وقيادات أخرى

وتولى باسيرو الأمانة العامة للحزب، وملف السنغاليين في الخارج، ومكنت جولاته المتعددة في أوروبا بشكل خاص من حشد التأييد والدعم السياسي والمالي للحزب الذي استطاع في فترة وجيزة أن يستحوذ على نصيب الأسد من دعم الجماهير الشبابية في بلاده. حضر حفل التنصيب الرئيس الجديد للاتحاد الأفريقي محمد ولد الغزواني ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد إلى جانب العديد من رؤساء الدول الأفريقية كالنيجيري بولا تينوبو رئيس مجموعة إيكواس