في صباح يوم الاثنين 20 يناير الجاري، تجمع عشرات المواطنين أمام مقر البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا بالعاصمة موروني لإجراء اختبارات الكشف عن المرض. وأوضح سيد عبد الحق العلوي، اختصاصي علم الأوبئة ورئيس الرعاية في البرنامج، أن عدد الحالات الإيجابية انخفض مقارنة بنهاية العام الماضي، حيث كان يتم فحص أكثر من 200 شخص يوميًا خلال شهر ديسمبر، مع تسجيل حوالي 55 ألف حالة إيجابية على المستوى الوطني
وحاليًا، يُسجل البرنامج ما بين 40 إلى 50 حالة يوميًا، وهو ما يُعد انخفاضًا إيجابيًا، لكن التحديات المتعلقة بتوفير العلاج والالتزام بالإجراءات الوقائية لا تزال قائمة. وكشف العلوي عن وجود مخالفات من قبل بعض الأفراد الذين قاموا بفرض رسوم غير قانونية على المرضى مقابل الخدمات المجانية. وأضاف: "لقد أرسلنا مبعوثين خاصين إلى المناطق لرصد هذه التجاوزات، وإذا تم ضبط أي من هؤلاء المحتالين، فسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم بتهمة خيانة الأمانة"
دعوات للتعاون مع حملات المكافحة
وناشدت الدكتورة حجيرة عبد اللطيف، منسقة البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا، المواطنين الالتزام بحملات الرش الداخلي والمشاركة في العلاجات الوقائية. وأشارت إلى أن بعض المدن مثل دمبيني، نتسوجيني، مبيني، وزهاني تسيجي سجلت معدلات إصابة مرتفعة. وأكدت حجيرة أن التنسيق بين خلية البرنامج والمراكز الصحية ساعد في توفير مستلزمات التشخيص والعلاج مجانًا، مشددة على أهمية تعزيز الجهود المجتمعية لمكافحة المرض
يُصنف الملاريا كواحد من أكثر الأمراض المميتة في جزر القمر، ما يتطلب استراتيجيات مستدامة تشمل العلاج الجماعي، تدريب وكلاء المجتمع، وتعزيز حملات التوعية. وعلى الرغم من انخفاض معدلات الإصابة مؤخرًا، إلا أن الجهود المكثفة والمراقبة الدقيقة ضرورية لضمان القضاء على المرض وتحقيق تقدم مستدام في هذا الملف الصحي الحيوي