وعقب افتتاح أعمال الدورة الثامن والأربعين في فندق الداما روز بدمشق، أول أمس الأربعاء، بحضور رئيس جمعية الهلال الأحمر القمري الأستاذ علي حسن صالح، تم انتخاب رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري المهندس خالد حبوباتي، رئيسا للدورة الحالية، كما انتخب الأستاذ علي حسن صالح من الهلال الأحمر القمري، والدكتور يونس الخطيب من الهلال الأحمر الفلسطيني نائبا للرئيس. وقد صرح الأستاذ علي حسن صالح أن المجتمعين في العاصمة السورية دمشق ناقشوا على مدى يومين، أعمال وأداء وقرارات المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، والأوضاع الإنسانية في الدول العربية التي تعرضت للكوارث، وخاصة في فلسطين والسودان
وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر القمري بأن المجتمعين حريصون على تواجد الجمعيات الوطنية العربية في اللجان الدستورية للحركة الدولية بشكل فعال، مرشحين بالشخصيات المؤهلة والمستوفية لمتطلبات الترشح لهذه المناصب، مع العمل على استكمال دراسة استراتيجية المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر خلال الفترة 2025-2030م، وتفويض اللجنة التنفيذية باعتماد الصيغة النهائية للاستراتيجية، بما يتوافق مع النظام الأساسي والداخلي للمنظمة العربية، وأن يتم عرضها على الجمعيات الوطنية لأخذ رؤيتها
وأضاف أن المجتمعين ناقشوا أيضا، التعديلات المقترح إدخالها على النصوص الدستورية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وجدول أعمال مجلس مندوبي الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر لعام 2024م، خاصة القرارات المتعلقة بالحماية في الحركة، لتعزيز أنشطة الحركة الخاصة بالحماية، وتعزيز استراتيجية الحركة بشأن الهجرة، والأسلحة والقانون الدولي الإنساني، وتعزيز المساءلة والشفافية، وبناء الثقة لدى الأشخاص الذين نخدمهم، والشركاء الخارجيين، وفي داخل الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر. ودعا المجتمعون إلى الالتزام بدعم السلام، والقدرة على الصمود في جميع السياقات، بما في ذلك الأماكن التي تشهد نزاعات وأز مات طال أمدها
تكون مسار الدبلوماسية الإنسانية لتجنب النزاعات المسلحة
وفي كلمته خلال افتتاح الدورة الـ48 بدمشق بحضور وزيرة الإدارة المحلية والبيئة السورية، أكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد التويجري، أهمية أن تكون الدبلوماسية الإنسانية هي المسار لحل الخلافات السياسية وتجنب النزاعات المسلحة، والدعوة إلى تنمية مستدامة تحقق الأمن والأمان للبشرية، ونشر مبدأ التسامح وقبول الآخر، احتراما للكرامة الإنسانية. مشيراً إلى أن ما يحصل في قطاع غزة من اعتداءات سافرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي هو اختراق سافر لمبادئ القانون الدولي الإنساني وللمعاهدات والاتفاقيات الدولية، مشدداً على أهمية فتح حوار مباشر مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية الإقليمية والدولية لتضميد الجراحات ووقف نزيف الدم. وأضاف أننا مطالبون بالانتصار للإنسانية بحماية ضحايا الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية والاستجابة لمتطلباتها إن حدثت
وعقد الدكتور صالح بن حمد التويجري مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع المهندس خالد حبوباتي، أكد خلاله التويجري أن سورية مرت بظروف صعبة منذ عام 2011 وهي تتعافى، ولكن ما يزال هناك بعض المعاناة الإنسانية التي يعمل الجميع في المنظمة كفريق واحد على رفعها. وعبر التويجري عن شعوره بالفخر والسعادة بحضور أعضاء المنظمة والصليب الأحمر وعبر الاتصال المرئي في دمشق لمناقشة القضايا الإنسانية في الدول العربية، ولاسيما أن العديد منها مرت بظروف صعبة خلال السنوات الماضية، وتمر الآن بظروف صعبة في غزة والسودان وفي أكثر من بلد عربي
معرض انسانية فنان
ونوه التويجري بـ "العمل الجبار" الذي قام به الهلال الأحمر العربي السوري في ظروف صعبة، وبالمهارة التي أظهرها في تقديم المساعدات للجميع في كل المناطق، وقال "جئنا إلى سورية بضيافة الهلال الأحمر لنوضح للجميع أننا فريق واحد، وأن العمل العربي المشترك لا يزال بخير"، مؤكداً تعاضد المنظمة مع الهلال الأحمر، والسعي إلى تقديم المساعدات لرفع المعاناة عن الشعب السوري، ومشدداً على أن المنظمة العربية إنسانية لا تخضع لسياسة ولا تسييس
وقد رافق الاجتماع معرض بعنوان "إنسانية فنان"، يضم لوحات تعكس المعاناة الإنسانية جراء الحروب والأزمات في الدول العربية، وتوثّق أثر العمل الإنساني، وبطولات المتطوعين. وبين مشرف المعرض سليمان عبد الله السحيباني أن فكرة "إنسانية فنان" تتحدث عن بعض ما يجري في الدول من حروب وتشرد وفقر وجوع وغيرها من كوارث طبيعية، لافتاً إلى أن الفنان التشكيلي يستطيع من خلال لوحته أن يعبر بأحاسيسه ومشاعره، وينقل صورة واقعية يعجز أحياناً الكاتب عن تدوينها في صفحات. ويضم المعرض أكثر من خمسين لوحة، واللوحة الأساسية والأهم هي عن فلسطين كرسالة من الفنانين التشكيليين ليكون لهم دور من خلال هذه المشاركات مع الهلال الأحمر وكذلك المنظمة العربية للصليب الأحمر
يذكر أن المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو" منظمة إقليمية، تأسست عام 1975 ومقر أمانتها العامة في العاصمة السعودية الرياض، وتتشكل من الهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في 21 دولة عربية