وقد تحدث في الندوة الأولى حول حياة القاضي محمد ناصر مفواهايا كل من الأستاذ عبد العلي مروجاي والدكتور أحمد محمد طويل محاضر في كلية الإمام الشافعي بجامعة جزر القمر. وفي بداية الندوة، تحدث الأستاذ عبد العلي، عن حياة الشيخ ناصر محمد مفوهايا وإقامته في مدينة متسوجي بمنطقة همبو، وقال بأننا اليوم نتحدث عن حياة شخص كبير، عرف أنه مخلوق إلى هذه الدنيا من أجل العبادة، وأدى واجبه الديني والإنساني إلى آخر يوم قضاه على وجه هذه البسيطة. كما تحدث عن مكانته الاجتماعية في مدينتي متسوجي ومبيني -مسقط رأسه- وكذلك عن علاقته الأخوية مع الشيخ عبد الغفور نتيجة العلم والتعلم. وقال بأن القاضي محمد ناصر من تلاميذ الشيخ حسين محمد من بلدة موانتزمبواني، حيث تتلمذ على يديه في ذلك الوقت وأخذ عنه المبادئ الإسلامية
وخلال دراسته في مدرسة الشيخ حسين تعرّف القاضي محمد ناصر على الشيخ عبد الغفور من مدينة متسوجي، وعندما حان وقت العودة إلى مسقط رأسه -مبيني- رافقه صديقه. وهناك تتلمذ الشيخ عبد الغفور على يدي المشايخ هناك، وحصل على إجازة، وعندما قرر العودة إلى مدينته -متسوجي- اصطحب معه القاضي محمد ناصر. ونظم سماحة القاضي حلقات لتدريس العلوم الشرعية في الزاوية الشاذلية بمدينة متسوجي، مع تلاميذه عبد الغفور وأحمد بكر الذي زوجه بنته أماوية
اشتهر القاضي ناصر بكثرة الزواج والبنين
بينما تحدث الدكتور أحمد محمد طويل عن تاريخ ميلاد سماحة القاضي ونشأته، وقال بأن القاضي محمد ناصر مفواهايا نومبابا الشيرازي، من مواليد عام 1918م في بيت دومبا بمدينة مبيني وأمه فاطمة إجهاد. وكان له أربع إخوة هم: عبده محمد، جاهي، زينب محمد، سلمة. وقال بأنه قد عاش في مدينة مبيني، في رعاية عمه الشيخ أحمد مفواهايا، والتحق بمدرسة الأزهر الشريف، وواصل دراسته فيها إلى أن أكمل دراسة منهاج الطالبين. وأشار الدكتور طويل إلى أن أبرز شيوخه الذين تتلمذ لهم: عمه الشيخ أحمد مفواهايا، والمفتي السابق سيد محمد عبد الرحمن. ولم يقتصر الشيخ على عمله في القضاء، وإنما قام بتدريس الفقه على طلابه. وكان يأتيه طلاب من مدينة مبيني والقرى المجاورة من منطقة همهامي للدراسة، من أبرزهم الشيخ أحمد عبد الله، وإبراهيم مزي من منونغو
كما تحدث المحاضر في كلية الإمام الشافعي في نهاية ورقته صفات القاضي ناصر، وقال بأنه كان يتمتع بسعة اطلاع في مختلف العلوم، وخاصة الآداب والفلسفة، فكان يقرأ كتب فيكتور هيغو، ولينين وغيرهما، ومن عادته أن يتنقل مع كتبه، لأنه كان متعودا على القراءة. وأشار الدكتور طويل في ورقته إلى أن الشيخ ناصر كان من عادته كثرة الزواج، حيث يتزوج أينما حل ونزل للعمل، وبلغ عدد زوجاته 17. ففي العاصمة موروني له زوجتان، وفي موهورو بمنطقة مباجيني زوجة، وفي ميتسوجي ثلاث زوجات، وفي هيرومبيلي بمنطقة هماهمي زوجة، وفي مسقط رأسه مبيني ست زوجات، وفي مايوت أربع زوجات، وله ما يقرب من ثلاثين ولدا
وقد مارس عمل القضاء مدة طويلة تجاوزت الخمسين عاما، حيث عمل قاضيا في مدينته مبيني، فومبوني، كوامباني-وشيلي، متسوجي في جزيرة انغازيجا ، وباندريلي، ومتسابيري، باماندزي، وباسماييت في جزيرة مايوت القمرية، وعمل مدة قصيرة في جزيرة موهيلي. وتوفي الشيخ محمد ناصر فجر يوم السبت 15 رجب 1429هـ، الموافق 19 يوليو 2008م، عن عمر ناهز الثمانين عاما، ودفن في مقبرة عائلية بجوار المسجد الكبير بمدينة مبيني
وخلال الندوة الثانية التي تحدث عن حياة الشيخ محمد علي موسى، قدم كل من الأستاذ محمد إبراهيم عبد الله والدكتور عبد الحكيم محمد شاكر ورقتيهما، حيث تحدث الأستاذ محمد إبراهيم عن تاريخ ميلاد الشيخ محمد علي موسى وحياته ومعيشته، حيث أشار إلى أن المرحوم ولد في 11 مارس 1940م، من مدينة مجويزي بمنطقة همبو، من أم اسمها زينب يوسف وأبوه ينحدر من مدينة نفوني بمنطقة بمباو. درس القرآن الكريم على يد الأستاذ ممادي صالح بماهاجانجا في مدغشقر، كما تعلم علم التجويد مع الأستاذ عثمان قاسم بمدينة نفوني
وفي عام 1948 دخل الشيخ محمد علي المدرسة الابتدائية الفرنسية في مدينة سيغاني-همبو. وفي عام 1960 رجع إلى مدغشقر وحصل على دبلوم في علم المحاسب. وفي عام 1964 تابع تعليمه في تفسير القرآن الكريم من المفتي الأكبر سيد محمد عبد الرحمن، ودراسته في علم الحديث والفقه مع الشيخ أحمد بالشيخ في مسجد مغوجو بموروني، والقاضي سيد محمد الجيلان في بيته. موضحا بأن الأستاذ محمد علي موسى خدم الدعوة إلى الله عن طريق شخصيته الخاص وأسلوبه الفردية
دور الأستاذ محمد علي في خدمة الأمة القمرية
وفي عام 1979م ركز عمله الدعوية على الأطفال والأولاد حيث بدأ بتعليمهم الصلاة ودعوى لمعرفة الله تعالى. وكان من حكمة المرحوم الدعوية جذب الأولاد من خلال الألعاب المختلفة واستخدامها لتعليمهم الدين الإسلامي. ومحمد علي كان معروف بمواقفه الشجاع في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وعمل المرحوم في المؤسسات والجمعيات الخيرية لخدمة العلم والإسلام والمسلمين، وكان من المؤسسين والمساهمين للرابطة الخيرية وجمعية الشباب المسلم في موروني إضافة إلى عمله ومشاركته في تأسيس جمعية النهضة الإسلامية في مدينة مجويزي ومساعدته للمدرسة التي كانت تديرها الجمعية
أما الدكتور عبد الحكيم محمد شاكر رئيس الرابطة الخيرية الإسلامية، فتحدث عن دور الأستاذ محمد علي موسى في خدمة الأمة القمرية بصفة خاصة والمسلمين بصفة عامة، وذلك عن طريق جهده المخلص من أجل معرفة الدين الإسلام من خلال المتابعة والجلوس مع الدعاة والشيوخ وأسئلته المتكررة والكثيرة والإسرار على حصوله الإجابة، وعدم ترك المعلم أو الأستاذ حتى حصوله ما يريده من الجواب. وكذلك تضحيته ومجهوداته العلمية الكبيرة والبناء وغير المسبوقة في تأليف الكتب الدينية وترجمة الكتب الدينية العربية إلى اللغة الفرنسية والقمرية وحتى الملغاشية كل ذلك في خدمة الدعوة إلى الله، دليل أنه كان طالب العلم، واليوم نتحدث عن سيرة وعمل وتاريخ عالم من علماء جزر القمر
وللمرحوم عدد من المؤلفات ومن أبرزها: ترجمة إرشاد المسلمين باللغة الفرنسية، وترجمة باللغة القمرية التوحيد والفقه، وترجمة المبادئ الفقهية الأربعة إلى الفرنسية والقمرية، وترجمة مبادئ الفقه بالفرنسية والقمرية في كتاب واحد مع العربية، وتأليف كتاب عن كيفية الصلاة باللغة الملغاشية، وتأليف كتاب عن العلاج والدعاء بالفرنسية، وتأليف كتاب الجنائز