logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

الحرب في غزة من بين الركام نشأت قصص إنسانية انفطرت منها القلوب

الحرب في غزة من بين الركام نشأت قصص إنسانية انفطرت منها القلوب

Rencontre sur la toile Sary sy rencontre veta |  | ---

image article une
في كل لحظة غزة، يجتاحها الدمار وضربات الصواريخ لمنازلها وشوارعها. فالصواريخ تسقط كبركان من السماء، محطمة كل شيء في طريقها.

 

يمتزج الصوت المدوي للانفجارات مع صراخ الأطفال وعويلهم وهم في حضن أمهاتهم وآبائهم، وتعلو سحب الغبار والدخان، ساقطين جميعهم تحت الركام، في منظر مروع يصعب وصفه من تلك القلوب القاسية التي أعطت الضوء الأخضر لقتل الأبرياء، مخلفة الفوضى والخراب بانهيار المنازل، والنوافذ التي تتطاير في ألف شظية وشظية، فالحطام الذي يتراكم في كل مكان، لحظة بعد لحظة. يعيش أهالي غزة المدنيين والمسالمين بعائلاتهم هذا الجحيم، محاولين البقاء على قيد الحياة والحفاظ على بقايا منازلهم، وأملاً بغدٍ أفضل. لكن من ينجوا منهم لا بيت يأويه لأنه أصبح ركام

أما عن صرخات الأطفال في غزة فهو تعبير عن اليتم والرغبة في الحياة، ليت أمريكا وكل أوروبا وعالمهم من أبناء جلدتهم الوطن العربي، أن يسمعهم الذي يفترض ويتوجب على العالم الغربي والعربي أن يسمعوا تلك الصرخات ويبادروا بالعمل لإنهاء هذا الاجرام العنيف، وتوقيف القصف المرعب المتتالي، والبحث عن حلول سلمية. الأطفال هم أمل المستقبل، وليس كما يصفهم الصهاينة بأنهم قتلة، لذلك يقتلهم كما فعل فرعون في سابق الزمان. هؤلاء الأطفال وصوتهم يجب أن يكون دافعًا للعمل من أجل السلام وإيجاد حلول تحمي حقوقهم وتضمن لهم حياة آمنة وكريمة

أتعلمون يا أعزائي القراء، كيف تعيش الأم الفلسطينية في هذه الأثناء، ومنذ بداية القصف العشوائي على بيوت غزة من قبل الاحتلال الاسرائيلي، تعيش هذه الأمهات الشجاعات بكل صبر وثبات وقوة، يكتبن أسماء أبنائهن على أجسادهم للتعرف عليهم، بعد أن أصبحوا أشلاء من آثار الصواريخ والطائرات الإسرائيلية!!!. هكذا هن، يمكن وصفهن بأنهن رمز للقوة والمحبة الأمومية

وهذا يعكس عمق الألم والرعب من الفقدان الذي تعيشه الأم الفلسطينية ومع ذلك يوحي بالعاطفة والحب الكبير الذي تمتاز به الأمهات. وبعد القصف من تنجو منهن تسرع مهرولة من آثار الدمار، التي خلفته الطائرات التي أطلقت قنابل (Mk) والذي تجاوز وزنها 12 ألف طن ما يعادل 1.1/2 من قنبلة هيروشيما الأمريكية التي أطلقتها على اليابان أثناء الحرب العالمية

أما عن الأم فهي باحثة عن هوية أحبائها الأطفال الزهور، متحدية الإصابة حيث تجمع المها مع الألم المريع، إنها العاطفة التي تكمن في قلب الأم الغزية، تذكرنا بقوة الروح الإنسانية والعزيمة والإرادة على التحدي في وجه الأوقات الصعبة التي خلقها الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948 إلى هذه اللحظة، عبر معاهدة سايكس بيكو وبعدها مباشرة وعد بلفور ليعطي أرض من له حق لمن ليس له أي حق فيها

لكن هذه التجربة المأساوية والمؤلمة بشكل لا يمكن تصوره، إلا أنني أستطيع أن أصف لكم الطفلة التي تعرفت على والدتها من شعرها، وهي تبكي بأعلى صوتها مكسوة بالعجب والدهشة والعمق العاطفي. حيث أن الأم تحولت إلى أشلاء. نعم إنه تعبير عن قوة العلاقة بين الأم والطفل وقدرتها على التعرف على الحب والحنان، حتى في أصعب اللحظات. فقبل أن تسافر أمها إلى السماء عبر الموت الرحيم الذي اختاره الاحتلال الصهيوني، كانت أم آية قد رتبت ابنتها آية وسرحت شعرها وأطعمتها.. فكيف للطفلة أن لا تكون مصدر إلهام وصمود وقوة، بأن تتعرف على أمها التي أصبحت أشلاء متناثرة، يالا الهول والقهر والألم والقدر بأن تعيش معجزة بقاء وتضحية تبقى في الذاكرة للأبد

أما عن الذكريات، وهي كنز للأسرة، ترتبط بأوقات السعادة والضحك واللحظات الدافئة. إنها الأحداث واللحظات التي تروي القصة الجميلة للعائلة وتبقى خالدة في قلوبنا. الذكريات التي تجمع الأجيال وتصنع الآمال والروابط القوية بين أفراد الأسرة. كيف تنسى وهي كنز لا يمكن قياس قيمته بأي شيء آخر في العالم. الحرب الإسرائيلية مسحت آثار المكان والأهالي وأكثرهم استهدافا الأطفال، ويبقى في ذاكرة من كتب له النجاة مرارة القصف والذكريات المؤلمة... وفي نهاية هذا المقال لا زالت الحرب مستمرة والألم والفقدان يسيران في طريقهما، ولا من مجيب فلا أحد يسمع أصوات البراءة والطفولة في غزه هاشم وهي تناشد الأمان والسلام

من رام الله: عبير الشمالي

إعلامية في تلفزيون فلسطين

تعليقات