في جزر القمر، هذا الأرخبيل الواقع في المحيط الهندي، استطاعت الإمارات أن تسهم بشكل كبير في تحسين حياة السكان عبر مبادرات متعددة وشاملة غطت جوانب الحياة الأساسية من صحة وتعليم وبنية تحتية. هذا الالتزام يعكس رؤية الإمارات الإنسانية الساعية إلى مساعدة الدول النامية على تحقيق التنمية المستدامة وتحسين ظروف شعوبها
في عام 2007، تدخلت الإمارات عبر الهلال الأحمر الإماراتي وصندوق أبوظبي للتنمية لتقديم المساعدات الإنسانية للأسر المتضررة من الكوارث الطبيعية في جزر القمر. شملت هذه المساعدات خيامًا وخزانات مياه وأجهزة اتصال وأقنعة غاز، وهي مواد أساسية لدعم المجتمعات المتضررة من الكوارث الطبيعية. استمر هذا الدعم في أوقات الأزمات، حيث خصص الهلال الأحمر الإماراتي في عام 2019 مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة الأسر المتضررة من إعصار كينيث الذي اجتاح الأرخبيل. هذه الاستجابة السريعة والفعالة تُبرز التزام الإمارات بمبادئ الإنسانية والمساعدة الفورية للمنكوبين
ولم يقتصر الدعم الإماراتي على المساعدات الطارئة، بل امتد ليشمل مشروعات تنموية أساسية تهدف إلى تحقيق الاستدامة. ففي عام 2019، تم تنفيذ مشروع بناء محطة كهرباء بتمويل بلغ 4 مليارات فرنك قمري، ما ساهم في تحسين إمدادات الكهرباء للمجتمعات المحلية. كما شهد نفس العام إطلاق مشروع للطاقة الشمسية بتمويل 50 مليون دولار، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتخفيف الاعتماد على الوقود الأحفوري. إضافة إلى ذلك، وقع صندوق أبوظبي للتنمية اتفاقية مع الحكومة القمرية لتخصيص 184 مليون درهم لدعم مشروعات تنموية تهدف إلى تحسين جودة الخدمات العامة والبنية التحتية
قطاع الصحة كان له نصيب كبير من المبادرات الإماراتية، حيث أقامت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان مستشفى الشيخ خليفة في العاصمة موروني عام 2014. وفي عام 2022، افتتح مستشفى أم الإمارات في جزيرة موهيلي، ليشكل إضافة نوعية إلى النظام الصحي المحلي بفضل تجهيزاته المتطورة وخدماته الشاملة التي تخدم آلاف السكان
كما لعبت الإمارات دورًا محوريًا في تعزيز التنمية الاقتصادية والتعليمية بجزر القمر. ففي عام 2021، أطلق صندوق أبوظبي للتنمية برنامج "أم الإمارات"، الذي خصص له 35 مليون درهم لتنفيذ مشاريع تعليمية وصحية. يسعى هذا البرنامج إلى تحسين جودة الحياة لأكثر من 360 ألف شخص من خلال توفير خدمات أساسية وفرص عمل للسكان المحليين، مما يساهم في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة
إن الجهود الإماراتية في جزر القمر لم تقتصر على تحسين الظروف المعيشية فحسب، بل تجاوزت ذلك لتكون نموذجًا عالميًا في العطاء الإنساني والتنمية المتوازنة. هذه المبادرات تؤكد التزام الإمارات بدورها الإنساني والريادي في بناء مستقبل أفضل للمجتمعات المحتاجة، وترسيخ قيم التضامن والشراكة من أجل تحقيق رفاهية الشعوب وتحقيق التنمية المستدامة
