وقد شارك في الجلسة الخامسة من المؤتمر سماحة مفتي الجمهورية، الشيخ أبو بكر سيد عبد الله جمل الليل، بورقة عمل حول محور "مسيرة الحوار الإسلامي-الإسلامي". وفي ختام أعمال المؤتمر، تبنى كبار مفتي الأمة الإسلامية وعلمائها من مختلف المذاهب "موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي" واعتمدوا الخطة الاستراتيجية والتنفيذية لوثيقة "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"
وفي كلمته الافتتاحية، أكد فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس هيئة علماء المسلمين، أن هذه النسخة من المؤتمر تمثل خطوة متقدمة نحو فعالية إسلامية تتجاوز الحوارات التقليدية. وتهدف إلى وضع برامج عملية لوثيقة بناء الجسور، وتنظيم المواقف لمواجهة التحديات المشتركة وتعزيز منهج الاعتدال في مواجهة خطاب الطائفية
وأشار العيسى إلى أن النسخة الأولى من المؤتمر كانت قد وضعت الأسس لتنسيق المواقف بين قوى الاعتدال الإسلامي، في إطار خدمة الأمة الإسلامية ومواجهة التطرف. كما عبر عن شكر وتقدير علماء الأمة للمملكة العربية السعودية، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على ما يقدمانه لخدمة الإسلام والمسلمين
شهد المؤتمر أيضًا تدشين "موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي"، التي أعدها مركز الحماية الفكرية بوزارة الدفاع السعودية، بمشاركة 60 عالماً، وبلغت نحو 1800 صفحة. وقد خضعت الموسوعة للتحكيم من قبل الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء والمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي. وتم وصف الموسوعة بأنها إضافة نوعية للمكتبة الإسلامية، وأنها تمثل خارطة طريق للعلاقات بين المذاهب الإسلامية
وفي البيان الختامي، أعلن المؤتمرون تبني "موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي" والعمل على نشرها في الأوساط العلمية. كما تم اعتماد "الخطة الاستراتيجية والتنفيذية" لوثيقة "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، وقرروا تعديل مسمى "اللجنة التنسيقية" إلى "المجلس التنسيقي بين المذاهب الإسلامية"
كما أكد المؤتمرون دعمهم لصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة مشاريع التهجير والتدمير، مطالبين المجتمع الدولي بالاعتراف بحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف
