شهد المؤتمر مشاركة خبراء محليين ودوليين من دول المحيط الهندي وإفريقيا وأوروبا، حيث ناقشوا قضايا متعددة تتعلق ببركان كارتالا. وتناولوا في خمسة عشر عرضًا تقديميًا موضوعات مثل: النشاط الزلزالي للبركان منذ الإنذار الأصفر (2022-2024)، ومصادر المخاطر المرتبطة بالبركان، ومنطقة كارتالا كتراث طبيعي ووطني يمكن أن يساهم في التنمية، واستغلال الطاقة الحرارية الأرضية والسياحة المستدامة، إضافة إلى دور المحاكاة الافتراضية في الوقاية من المخاطر
وأكد الدكتور طويل مزي حمادي، المدير العام للمركز الوطني للتوثيق والبحث العلمي، أهمية المؤتمر قائلاً: "لقد جمعنا خبراء من مختلف أنحاء العالم لمناقشة كيفية جعل "بركان كارتالا" مصدرًا للثروة والتنمية، بدلاً من اعتباره مجرد تهديد". وأضاف أن المؤتمر سلط الضوء على الإمكانيات الكبيرة التي يحملها البركان، لاسيما في مجالات السياحة، والطاقة، والحرف اليدوية
تحديات وفرص التنمية المستدامة
بركان كارتالا، الذي يبلغ ارتفاعه 2361 مترًا، يمثل مزيجًا من التحديات والفرص لجزر القمر. وأكد الدكتور طويل أن البركان "أكثر من مجرد ظاهرة طبيعية، فهو عنصر أساسي في الهوية الوطنية وشاهد على تاريخ البلاد". لكنه أشار إلى أن ديناميكيته المتفجرة تتطلب مراقبة مستمرة ووعيًا مجتمعيًا لتقليل المخاطر المحتملة
سيدو بامباوما، أحد الخبراء المشاركين، حذر من أن ثورانًا كبيرًا قد يشكل تهديدًا لجميع سكان جزيرة القمر الكبرى، فيما شدد الخبير أندريا دي مورا على أهمية المراقبة المنتظمة لأنشطة البركان. أما الخبيرة الملغاشية آني لورانس، فأشارت إلى العلاقة الجيولوجية بين بركان كارتالا وبركان أنوسي في مدغشقر، مؤكدة ضرورة تعزيز التعاون البحثي في هذا المجال
وعرض المؤتمر فيلمًا وثائقيًا عن الجهود التي يبذلها فريق مرصد بركان كارتالا لتحذير السكان ومراقبة النشاط البركاني. كما أشار المشاركون إلى خطط لزيارة ميدانية لمنطقة البركان لتعزيز فهم الثروات الكامنة فيه
يُذكر أن المؤتمر الدولي الأول حول بركان كارتالا عُقد في البرلمان الوطني عام 2009، مما يعكس الاهتمام المستمر بهذا المورد الطبيعي كجزء من استراتيجية التنمية المستدامة لجزر القمر