وبعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم، قدم الدكتور أحمد محمد طويل، أستاذ اللغة العربية في جامعة جزر القمر، عرضا موجزا عن كتابه الجديد، مبرزا الأسباب التي دعته إلى تأليف هذا الدليل. وقال بأن ما وجده من تشابه في بعض عناوين الرسائل العلمية، وقلة المؤلفات المطبوعة للباحثين القمريين الدارسين بالعربية، وعدم نشر غالبية هذه الرسائل، كانت من بين الأسباب التي حملته إلى الخوض في هذه المغامرة، نظرا لأهميته وحاجة المجتمع إليه. وأوضح الدكتور طويل أن الكتاب الجديد يهدف إلى حفظ جهود الباحثين القمريين الدارسين بالعربية من السطو والنسيان والضياع، ومعالجة مشكلة تشابه العناوين أو تكرارها، إلى جانب مساعدة الراغبين في الاطلاع على النتاج العلمي للقمريين الدارسين بالعربية، خدمة للحركة العلمية الرصينة في البلاد، وإبراز جهود هؤلاء، وإظهار مكانتهم العلمية

وحول مراحل إعداد الكتاب، بين أستاذ اللغة العربية في كلية الإمام الشافعي، للحاضرين في مدرسة ابن الزبير أنه اتصل مباشرة بالإخوة الباحثين داخل الجزر وخارجها، كما اطلع على أدلة الرسائل العلمية في الجامعات المختلفة، وبحث في المواقع الإلكترونية المعنية بجمع عناوين الرسائل العلمية، بالإضافة إلى زيارة المكتبات التي تعنى بحفظ التراث العربي في جزر القمر، والقيام برحلة علمية إلى السودان لمطابقة البيانات والتأكد من صحتها. مشيرا إلى أن الكتاب الجديد يتألف من ثلاثة عناصر: مقدمة، والتي تحتوي على أهمية الدليل وأهدافه ومراحل تنفيذه، وبيانات الرسائل العلمية، المقسمة حسب التخصصات، والكشافات تيسيرا للقارئ

وقال بأن العنصر الثالث تضمن كشاف بأسماء الباحثين، لمن يريد الوصول إلى عنوان الرسالة عن طريق الباحث، وكشاف العناوين، لمن يرغب في الوصول إلى عنوان الرسالة مباشرة، وكشاف التخصصات، لمن يريد معرفة عدد الرسائل في تخصص معين، وكشاف الجامعات، لمن يروم معرفة عدد الرسائل من جامعة معينة، وكشاف الدول، لمن يرغب في معرفة عدد الرسائل من دولة بعينها. وحول ترتيب المعلومات في الدليل، قال الدكتور طويل أنه قدم رسائل الدكتوراه على الماجستير في كل تخصص، مرتبا تريبا هجائيا، حيث اتبع طريقة ذكر عنوان الرسالة وصاحبها (إن كانت مخطوطة)، مشفوعا باسم الباحث، فالقسم أو الشعبة، وبعده الكلية والجامعة والدولة، وأخيرا العام الجامعي الذي قدمت فيه الرسالة للمناقشة

يذكر أن عدد الرسائل التي حصل عليها الدكتور أحمد محمد طويل من أول رسالة علمية عام 1990 إلى نهاية عام 2021 (فترة إجراء الدراسة) 275 رسالة، 197 في مرحلة الماجستير و78 في مرحلة الدكتوراه، ووصل عدد الباحثين 201، في 46 مؤسسة تعليمية، بين 15 دولة في العالم. وقد تصدرت المؤسسات السودانية القائمة من حيث السبق والاستمرارية والأكثرية، إذ منحت أول درجة علمية عليا لباحث قمري عام 1990م، واستمرت في منح هذه الدرجات إلى وقتنا الحاضر، وبلغت تلك الدرجات في نهاية عام 2021، مائة واثنتين وستين، مائة وأربع للماجستير، وثمان وخمسون للدكتوراه، وهو ما يعادل 58% من جملة الرسائل الممنوحة للباحثين القمريين من جميع المؤسسات الجامعية. كما يشكل الذكور الغالبية العظمى من هؤلاء الباحثين، إذ لم يجد الكاتب من الإناث سوى 11 فقط، تسعة منهن حاصلات على الماجستير، واثنتان نالتا درجة الدكتوراه، هما رحمة حمدان أحمد علي، أول قمرية تتشرف بالحصول على درجة الدكتوراه في العلوم الإسلامية والعربية، واستينة أمينة محمد