logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

أنا الفلسطيني لا أحد يشبهني

أنا الفلسطيني لا أحد يشبهني

Rencontres 2 socourt Www.match.com rencontre |  | ---

image article une
قليل من نسيج حياتنا يوضح أي مأساة تركها لنا الاحتلال الإسرائيلي.. أي حياة هذه التي يستقر بها الألم والنكبات وكأنها هبة من الله وهدية مقدسة..

 

وجدوا أنفسهم على الأرض، أرض البدايات والنهايات وأرض الأنبياء، فلسطين، يتنقلون ما بين قريتهم إلى المدينة، وأشجارهم الباسقة التي أصبحت مقتولة، وشوارعهم مصادرة، ومركباتهم متوقفة رهينة الجنود النازيين. أيها الأصدقاء أروي لكم قصة الأسدان والنور الذي لا يحترق، قصة الشقيقان الأخوان، أبناء المناضل الشهيد الذي قضى عقود في سجون الاحتلال الإسرائيلي، هما: الشهيد صالح والأسير عاصم عمر البرغوثي، من قرية كوبر قضاء رام الله حيث يسكنون في جبالها الشاهقة، عشقوها وعشقوا الأرض والسماء والبحر حتى النهر

هم نتاج بيت العز والكرامة والنضال، ثابتين على الفكرة والمبدأ، فعندما يتم اعتقال الأب والعم والجد والجدة والعمة وزوجة العم، وتترك الأم بين أطفالها وحيدة الألم والمعاناة، فكيف لا يكون النضال في دقات قلوبهم ودمائهم الثائرة. أبدأ من والدهم عمر البرغوثي أبو عاصف -رحمه الله- الذي فارقنا من فترة قصيرة، فهو شقيق أقدم أسير في العالم، ألا وهو الأسير البطل الصابر المناضل والمرابط نائل البرغوثي الذي مضى على اعتقاله خمسة وأربعون ربيعا، من الأمل والإيمان بالله بأن الفجر قريب، والحلم بالإفراج عنه لم يمت ولم ينتهي

هكذا نحن الفلسطينيين، لا نقطع الأمل بالله، لأن قضيتنا قضية عدل وحق لابد من رجوعه، فحتى زوجة عم الأبطال إيمان نافع قضت في سجون الاحتلال ما يقارب العشر سنوات، من غياب شمس الحرية عن زنزانتها التي كان يضيئها الصبر والأمل

ولد الشهيد صالح عمر البرغوثي في قرية كوبر شمال غرب رام الله، في 16 أغسطس 1988 في عائلة تحمل الوطن في قلبها وعقلها، وكما ذكرت سالفا فإن شقيقة عاصم الذي مضى 12 عاما في غياهب السجون الإسرائيلية البغيضة، ليتنسم عبير الحرية بعد مطاردة طويلة من قبل الاحتلال لوالده المجاهد عمر -رحمه الله- ومداهمات شبه يومية لبيتهم الصغير الدافئ دفء الدموع المتدفقة من العيون

كان الشهيد صالح بوجهه الوضاء المبتسم والحالم منذ طفولته بعودة والده من سجون القهر والألم، أو حتى بيوم يمر وهو كالأطفال مع أبيه، هذا الطفل أصبح شابا وهو محروم من حضن والده بسبب الاحتلال وقسوته، تعلم قيادة المركبات الثقيلة، وعمل عليها كثيرا وبعد تعب وجهد وسهر، حتى استطاع جمع المال وقام بشراء مركبه. لكن الاحتلال لم يترك صالح أن يستقر في حياته ويعيش حياة طبيعية خالية من القهر، فبعد أيام قام بعمليته الفدائية البطولية الشجاعة في 13 سبتمبر 2018، وفي زمن من الثواني لم يتعد 6 ثواني، حتى أطلق النار من مركبته الخاصة على الغزاة المستوطنين المستوردين إلى بلادنا فلسطين، وبوجود جنود العدو الذين فشلوا رغم عتادهم ومعداتهم من الإمساك به وبمن معه

نعم تمكنا الفدائيين من الهروب، هذه الجرأة وهذه الشجاعة التي اتسموا بها، حتى أن إعلام الصهاينة وصفهم بهذا الوصف الدقيق قائلا: "من نفذ العملية يعرف هدفه جيدا"، هذه العملية البطولية أصابت 11 إسرائيليا بينهم حالة حرجة. بعد أيام تمكنت قوات الاحتلال الإسرائيلي المغتصب لأرضنا من الوصول إلى البطل صالح البرغوثي، في 13 ديسمبر 2018 قرب قرية سردا شمال رام الله، واعتقلته حيث كان سليما ولم يكن مصابا بالرصاص رغم إطلاقها النار الكثيف عليه

كان يجب أن يعيش صالح وشقيقه بشكل طبيعي، لا أن يتعلم فنون القتال أو الفر والكر، كان يجب أن يكون الفلسطيني يعشق ويتسلى ويحلم ويمثل ويكتب شعرا ويتسلى ويسافر بنزهة، لكن حياته لم تكن ذلك... وللقصة بقية إلى اللقاء في الجمعة القادمة إن شاء الله

الإعلامية عبير الشمالي

تلفزيون فلسطين

تعليقات