تعاني مناطق مختلفة من جزر القمر من انقطاعات طويلة ومتكررة للكهرباء، حيث سجلت بعض الأحياء في العاصمة موروني وضواحيها انقطاعًا تستمر أحيانا لساعات طويلة أو حتى أيام متواصلة خلال شهر يناير، وفقًا لشهادة السكان. هذا الوضع أدى إلى شلل كبير في الأنشطة اليومية، حيث أصبح من الصعب على الأسر استخدام الأجهزة المنزلية الأساسية مثل الثلاجات والمراوح، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة. كما تعاني المحال التجارية والمؤسسات من خسائر فادحة نتيجة توقف الأعمال وتأثر الأجهزة الكهربائية
وترجع أزمة الكهرباء في جزر القمر إلى عدة عوامل، أبرزها: تهالك البنية التحتية للشبكة وغياب الصيانة الدورية، والاعتماد على الوقود المستورد، مما يزيد من تكلفة الإنتاج، إضافة إلى الإدارة الضعيفة، حيث تعاني الشركة الوطنية للكهرباء من نقص الكفاءة الإدارية والتخطيط الاستراتيجي
وتسببت أزمة الكهرباء في تأثيرات سلبية واسعة النطاق، منها: التعليم حيث تعاني المدارس والجامعات من نقص الإضاءة وتشغيل الأجهزة التعليمية، مما يعرقل سير العملية التعليمية. الصحة حيث تواجه المستشفيات والمراكز الصحية تحديات كبيرة في تشغيل المعدات الطبية، مما يهدد حياة المرضى. الاقتصاد حيث تأثرت الأنشطة التجارية والصناعية بشكل كبير، حيث توقفت العديد من الأعمال التي تعتمد على الكهرباء. المجتمع حيث يعيش المواطنون في حالة من الإحباط والقلق نتيجة غياب الخدمات الأساسية
وتقول بحيرة عبد الكريم، صاحبة مغسلة في حي مبوزيني بموروني، إنها اضطرت إلى إيقاف عملها منذ ديسمبر الماضي بسبب عدم توفر الكهرباء. وأضافت "الكهرباء تنقطع لفترات طويلة جدًا، مما يجعل تشغيل المغسلة أمرًا مستحيلًا". من جهتها، أوضحت كملاتي جابر، المتخصصة في تصنيع المنتجات الزراعية الغذائية، أن مصنعها في منطقة سهارا بمرتفعات العاصمة توقف عن العمل نتيجة انقطاع الكهرباء. وأشارت إلى أن جهاز التجفيف الذي يعتمد عليه إنتاجها أصبح عديم الفائدة، مما أدى إلى إتلاف كميات كبيرة من المنتجات، قائلة: "أبحث الآن عن مكان أقل تأثرًا بالأزمة لنقل معداتي"
رجال الأعمال يطالبون بحلول عاجلة
وتشكو الشركات الصغيرة والمتوسطة من خسائر فادحة نتيجة الانقطاعات. يقول حامد مهوما، مدير مطبعة غرافيكا الواقعة جنوب العاصمة، إن شركته من بين الأكثر تضررًا. وأكد أنه اقترح على الشركة الوطنية للكهرباء وضع جدول زمني عادل لتوزيع الكهرباء بين المناطق، لكن اقتراحه لم يُلتفت إليه. وأضاف بغضب "الكهرباء تنقطع من السادسة صباحًا حتى السادسة مساءً على الأقل. كيف يمكننا الاستمرار في العمل بهذا الشكل؟
ويشير حامد إلى أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى إغلاق العديد من الشركات، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك الذي يمثل موسمًا حيويًا للعديد من الأعمال. وتساءل: "أين الخطط البديلة ؟ في الدول الأخرى يُقاس النجاح بعدد ساعات الانقطاع القليلة في السنة، أما هنا، فالواقع مختلف تمامًا
مع تفاقم الأزمة، طالب رجال الأعمال والمواطنون الحكومة بالتدخل لدعم الشركات المتضررة وإيجاد حلول مستدامة لتوفير الكهرباء. لكن الشكوك تظل قائمة حول قدرة الدولة على تقديم الدعم اللازم في ظل غياب خطط واضحة لمعالجة الأزمة. وتبقى أزمة الكهرباء في جزر القمر واحدة من أبرز التحديات التي تواجه البلاد، حيث تستمر في التأثير على الحياة اليومية للمواطنين وتهدد مستقبل العديد من الأعمال التجارية. فبدون كهرباء، ستظل جزر القمر تواجه تحديات كبيرة تعيق تقدمها نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا
وعلى الرغم من الأزمة الحادة، تسعى الحكومة إلى اتخاذ خطوات لتحسين الوضع، منها: البحث عن استثمارات جديدة في قطاع الطاقة، وتطوير مشاريع للطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية، وتحسين إدارة الشركة الوطنية للكهرباء، إضافة إلى تعزيز التعاون الدولي للحصول على الدعم المالي والتقني