وقد نقل الوزير ظهير ذو الكمال خلال لقائه بنظيره الاثيوبي رغبة الرئيس غزالي عثمان النائب الثاني لرئيس الاتحاد الافريقي "لإيجاد حل سلمي عادل يراعي مصالح الدول الثلاث ومنطقة شرق أفريقيا بأكملها". وتأتي هذه الزيارة التي قام بها رئيس الدبلوماسية القمرية إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا بعد شهر تقريبا من استقبال موروني وفدين من مصر والسودان برئاسة وزيري خارجية البلدين سامح شكري ومريم صادق المهدي وذلك لطلب الدعم والمساندة من جمهورية القمر المتحدة
وقد ناقش الوزير ذو الكمال مع نظيره الإثيوبي ديميك ميكونين -وهو نائب رئيس الوزراء الاثيوبي- خلال لقاؤهما يوم الثلاثاء الماضي وضع الأزمة بالتفصيل، واتفقا على أهمية مواصلة المناقشات بين جميع الأطراف المعنية من أجل "إيجاد حل ودي" في إطار الحوار الثلاثي المباشر حول ملأ سد النهضة. وقد صرح مصدر رسمي لصحيفة الوطن بأن وزير الخارجية الاثيوبية لم يكن مطمئنا بشأن فكرة إشراك الجهات الدولية الأخرى في حل هذه الأزمة، معتبرا بأن الأزمة تعتبر أزمة داخلية بالنسبة للدول الثلاثة
وقال المصدر بأن وزير الخارجية الاثيوبي صرح أثناء اللقاء بأن "مصر والسودان يريدان احتكارهما لمياه النيل ومواصلة تدويل وتسيس ما هو تقني بحت للإبقاء على الوضع الراهن غير القانوني". وأضاف وزير خارجية إثيوبيا في اللقاء بأن "أثيوبيا مستعدة لمواصلة المفاوضات بين الدول الثلاث المعنية بالأزمة، كما أنها مقتنعة بأن الجهود التي يقودها الاتحاد الافريقي برئاسة فيليكس تشيسيكيدي ستؤتى ثمارها بنتائج مرضية لجميع المعنيين"
وقال نائب رئيس الوزراء الاثيوبي ووزير خارجيتها خلال مباحثاته مع رئيس الدبلوماسية القمرية بأن بلاده "تريد استخدام مياه النيل بشكل عادل ومعقول دون التسبب في أضرار جسيمة للدول الأخرى". في حين أكد الوزير القمري ظهير ذو الكمال لنظيره الاثيوبي ديميك ميكونين حرص ورغبة رئيس الجمهورية غزالي عثمان على الحفاظ على مصالح الدول الثلاث المعنية بأزمة سد النهضة وهي مصر والسودان وإثيوبيا. ومن ثم جدد تأكيده التزام جمهورية القمر المتحدة بتوسيع إطار التشاور "للمشاورات الشاملة" بين الدول الثلاث تحت قيادة الاتحاد الافريقي. ومن المقرر عقد قمة للاتحاد الأفريقي في أغسطس المقبل، حيث من المتوقع أن تتركز حول الأزمة التي نشبت بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة
الوزيران يبحثان التعاون الثنائي بين البلدين
ومن جانب آخر، وخلال لقائهما انتهز الوزيران القمري والاثيوبي الفرصة بالحديث عن العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين. حيث أعلن الوزير الاثيوبي عزم بلاده بتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع جزر القمر وذلك بفتح تمثيل دبلوماسي في العاصمة القمرية موروني. وأعلن أنه يتمنى القيام بزيارة رسمية إلى موروني في الأيام القادمة. كما أعرب نظيره القمري عن ضرورة إقامة شراكات في مجالات الثقافة والتدريب المهني والصحة
وأوضح مصدر دبلوماسي بأنه لا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين جزر القمر وإثيوبيا، ولكن البلدين حافظا دائما على علاقات متميزة ولديهما مواقف مشتركة في مختلف المحافل الدولية والاقليمية. وبحسب مصدر دبلوماسي قمري بأنه في هذه المرة تسعى البلدان إلى تعزيز تعاونهما وعلاقاتهما في مختلف المجالات وأنه سيتم في القريب العاجل العمل على إنشاء لجنة مشتركة بين البلدين تتولى إعداد اتفاقية تعاون عام