logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

قصص من فلسطين: إرادة وكرامة

قصص من فلسطين: إرادة وكرامة

Message type sur site de rencontre Bar de rencontre lille |  | ---

image article une
عشنا في المنفى ونحن نشتهي وجودنا في وطننا الأصلي فلسطين، فوجودك في أي مكان آخر غير بلادك ثقيل.. لكني أحلم بوطن يسكنه الطيبون فيه البساطة والهدوء.

 

أتخيل الناس في زمن الجمال كيف كانوا، نسمع بعضنا نتحدث ونشكو آلامنا حتى للجيران الذي بعثرهم زمن الانتفاضة والحرب علينا، أكره الظلم والقساوة، ولا أطيق الناس المتصنعين المبتذلين، أجلس مع أصحاب الحكمة يرشدوني ويغيروا نظرتي إلى الأمور. أنظر إلى السماء أثناء الليل متأملة القمر والنجوم، مضيئة هادئة وحتى ساحرة، وفي النهار أنظر إلى الجبال الراسيات، كم هي مرتفعة، إلا أنني أعشق تسلقها، لكن كان هناك من يقيد حريتي

ففي بيتنا قوانين جائرة، أشياء كثيرة ممنوعة حتى تسلق الجبل الذي أمامي، ولأني ناضلت من أجل فك قيدي من أسرتي الكريمة والمحبة للناس ومن ذاك البيت العامر بالزائرين، أصبحت أطوق لحرية التنقل والعمل الميداني بالصحافة والإعلام، وهذا العمل جاء بعد مخاض أليم، حيث ثار عليّ جميع الأقارب، لكن أمي الحبيبة شدت من أزري ودعمتني كل الدعم، عندما رأت أن عملي هو إنساني ووطني، أمي الحبيبة وأكررها مرات ومرات، علمتني أن الجود جهود، وأن الكرم هو عفة والعفة هي شرف، مشيت على هذه التعاليم، التي هي بمثابة النور في قلبي، علمتني أن أشحن جوارحي بالإيمان وبحب الله وخشيته، وأن الإنسان هو مبدأ قيم وإذا تنازل عنه فقد جوهره ونفسه

كنت أعمل وما زلت مذيعة لطيفة الحضور كنسمة، رأيت الطيبين والموضوعين والمهنيين لكن أصعب ما واجهت هو بعض الماكرين والمتسلقين في عملي، كانت الآلام من كل جانب، وكان عناد الأهل ورفض العمل بالسلطة لأسباب، وكان بعض المرضى في عملي الذين يعتقدون أن المرأة فريسة، وعليهم اصطيادها، كنت قوية بتعاليم الحجة زهر أمي

كنت بسيطة، ساذجة ولكن لدي بصيرة وقادرة على تحليل الشخصية التي تحاول التضليل بي، لكني سلكت طريق المحبة والأمل رغم الأشواك، ولن أرجع للوراء، كان قرارا بأن أكمل رسالتي لأني جندية من جنود الإعلام ورسولة من رسل الكلمات، بعد 9 سنوات من العمل المضني في التلفزيون استلمت برنامج قيم "في بيت مناضل" كان يتحدث عن الجرحى والأسرى والشهداء الذين اغتالهم جنود الاحتلال الاسرائيلي، كانت أول حلقة من هذا البرنامج لأسير وما زال في سجون الاحتلال حتى هذه اللحظة في السجون الإسرائيلية، اسمه نائل البرغوثي، خمسة وأربعون عاما من القيد

أي عظمة هذه وأي صبر يتحلى به الأسير المناضل والصابر نائل البرغوثي، كنت أتناول بالبرنامج حيث أنه ميداني خارج الاستوديو، وكان يبث على شاشة الوطن تلفزيون فلسطين ومسموح للأسرى داخل السجون بالمشاهدة، فكلهم على أحر من الجمر بانتظار برنامج في بيت مناضل الذي كنت أقوم بإعداده وتقديمه بأجمل الصور والكلام وحتى السلام

كنت أقابل الأم والأب والزوجة والأخوة والأخوات، كنت أدخل إلى تفاصيل ذكريات الأسير قبل الأسر، نصور بيته وأهله ومدرسته، أصدقاؤه وجامعته وأحيانا ابن كان يجلس معه! نصور ملابسه وكتبه وحقيبته، كل ما له علاقة بذكريات الأسير، حتى نهفاته، والمثير في البرنامج أن معظم أهالي الأسرى يطلبون منا إظهار البيت أثناء التصوير بكل تفاصيله حتى غرفة النوم، كي يتسنى للأسير رؤية كل شيء وكأنه خرج من عتمة الزنازين إلى الحرية

تنحن شعب هجر وبعثر في أصقاع الأرض وسجن وتقيد وحرم من أدنى الحقوق، فكيف الأسرى الذين نتمنى لهم الحرية ونتمنى السلام العادل والشامل والمشرف، وأقول كفى سفكا للدماء

الإعلامية عبير الشمالي

تلفزيون فلسطين

تعليقات