وكانت الندوة الأولى تحت عنوان "الإسلام والسلام"، حيث شارك في تقديمها كل من الدكتور محمد إصلاح قاضي في محكمة موروني والدكتور عظيم الدين محمد يوسف أستاذ في كلية الإمام الشافعي بجامعة جزر القمر. بينما كانت الندوة الثانية والتي جرت أول أمس الأربعاء الموافق 9 رمضان تحت عنوان "جذور القضية الفلسطينية" حيث قام بتقديمها كل من الدكتور محمد ذاكر السقاف محاضر التاريخ في كلية الإمام الشافعي بجامعة جزر القمر والأستاذ أمجد محمد يوسف علي مدرس التاريخ في معهد رابطة العالم الإسلامي بموروني
وقد تحدث في الجزء الأول من الندوة الأولى حول "الاسلام والسلام" الدكتور محمد إصلاح، حيث أشار إلى أنواع الأمن ومنها الأمن الاجتماعي ويكون بفرض تنظيم اجتماعي ثقافي يتحقق شعور أفراد المجتمع بالانتماء إلى وطنهم الأم ويتميز بالاستمرارية والاستقرار، والأمن الاقتصادي الذي يتم فيه باتخاذ التدابير لحماية أفراد المجتمع في سبيل الحصول على احتياجاتهم الأساسية من مسكن وملبس وعلاج، بالإضافة إلى ضمان المستوى للمعيشي. وتحدث عن الأمن النفسي أو الشخصي ويكون أمن الفرد على نفسه بإشباع الحاجات الضرورية للإنسان وعدم التعرض لأي خطر محتمل، وأن يحظى بتقرير مصيره
كما ركز الدكتور محمد إصلاح على مقومات الأمن الاجتماعي، حيث لا يتحقق الأمن في أي مجتمع بشري كان، إلا بتحقق مقوماته في ضوء الشريعة والقانون. موضحا بأن من بين المقومات الأساسية للأمن الاجتماعي سيادة القانون وفيه تطمئن النفوس وتهدأ الخواطر ويشعر كل فرد في المجتمع أنه في مأمن من أي خطر. ومن المعلوم أن الدول التي تقوم باحترام القانون ينتشر فيها الأمن والاستقرار، نتيجة تطبيق القانون على الجميع أكبر رادع يمنع الأشرار من القيام بأعمالهم العدوانية. كما أن من بين هذه المقومات التكافؤ الاجتماعي، من خلال القيام كل فرد بمساعدة أخيه المادية والمعنوية، إضافة إلى التسامح ونبذ العنف، وذلك عبر ثلاثة أمور، أن لا يعيرا أحد بذنب اقترفه وأن يكتفي بعقابه فقط، والعفو مع المقدرة في الرد، والرفق بالعبادة من البشر وحتى الحيوان
وتطرق القاضي محمد إصلاح عن دور الإسلام في تعزيز الأمن والسلام، وهو النظام الأمثل لتوفير أفضل مستوى للأمن على الإطلاق. وقد تحقق ذلك في عصر النبوة والخلفاء الراشدين، فكان المسلم فيه يعيش في أمان على حياته من أي اعتداء خارجي، وحياة الإنسان في هذا العصر كانت تمشي بصورة وطيدة لا يعكر صفوها شيء من الجوع والعرى أو الخوف من أي شيء، سوى خوف الله تعالى
أما الدكتور عظيم الدين محمد يوسف فتحدث من جانبه في الجزء الثاني من الندوة، عن أهمية الأمن والسلام في الحياة اليومية للفرد والمجتمع كافة وحتى في فقه العبادات، لأن الصلاة مثلا لن تتحقق بأكملها في حالة انعدام الأمن، وإلا سميت الصلاة بصلاة الخوف وكذلك العبادات الأخرى. كما تحدث الدكتور عظيم عن الأسس الرئيسية في تحقيق الأمن في الاسلام
أما الندوة العلمية الثانية التي جرت أول أمس الأربعاء، فقد تحدث الأستاذ أمجد يوسف عن بداية القضية الفلسطينية متحدثا عن القبائل العربية الأولى التي سكنت في فلسطين، ومراحل القضية الفلسطينية بالإضافة إلى الحركة الصهيونية، ووعد بلفور المشهور والفترة التي كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى. كما تحدث المحاضر عن فلسطين أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية وموقف العرب والمسلمين تجاه القضية الفلسطينية
بينما تحدث الدكتور محمد ذاكر السقاف فقد تحدث في حديثه حول القضية الفلسطينية منذ احتلال اليهود على الأرض الفلسطيني، مؤكدا بأن الأرض الفلسطينية هي أرض عربية وإسلامية باعتبار أن هم الكنعانيون وهم عرب من العرب البائدة. وطالب الدكتور السقاف على أهمية الاهتمام بالقضية الفلسطينية وأنه يجب على كل مسلم الدفاع عنها باعتبارها القضية العربية الإسلامية الأولى على مر التاريخ
وقال الدكتور السقاف، بأن الغربيين هم الذين أشعلوا النيران بشكل أساسي، حتى تصبح هذه الأرض مسرحًا لصراع لا نهاية له لسنوات عديدة. موضحا أنه إذا كانت الدول العربية اليوم غير قادرة على الوقوف والقتال إلى جانب إخوانها الفلسطينيين، فإن هذا لم يكن الحال في بداية هذا الصراع حيث قاتلوا كثيرا. وقال محاضر التاريخ في جامعة جزر القمر "إن الأميركيين هم المسؤولون الحقيقيون عن المجازر التي ترتكب ضد الفلسطينيين من خلال وضع أنفسهم خلف إسرائيل، وأن على المسلمين أن يتحدوا لأن إسرائيل لن تفي أبدا بكلمتها بشأن اتفاقات السلام
هذا وسيكون موضوع الندوة الثالثة ليوم الأربعاء القادم 28 مارس بعنوان "حياة القاضي محمد ناصر بن أحمد مفوهايا" بينما ستكون الندوة الأخيرة من هذه الندوات حول "حياة الشيخ محمد علي موسى" والذي قام بترجمة العديد من الكتب الدينية إلى اللغة القمرية وذلك في 6 أبريل القادم