logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

غياب التوجيه التربوي في المدارس

غياب التوجيه التربوي في المدارس

Rencontre entre francais amsterdam Un dialogue de rencontre |  | ---

image article une
المدرسة زاوية من زوايا المجتمع في المدن والقرى تختص بتربية الأبناء بشتى العلوم على أساس إنشاء جيل يصلح في حمل مسئولية البلاد، قادر على حمل رسالة الإصلاح، وترسيخ مبادئ الأمن والاستقرار، والانتفاع بعناصر الكون المجيب لحوائج البشر، وتقوية المفاهيم لمحاربة الجهل المسبب للعنف والغضب والقتل والخيانة والانفعالات الأخرى ذات اتجاهات سلبية هادمة للمجتمعات.

 

هذا بالتقريب، الأسباب الرئيسة الأساسية التي كانت سببا لإقامة المدارس والتي تركن إليها تقدم الدول إيجابيا في تكوين الشخصيات ذوات الأخلاق الإنسانية وتطوراتها التكنولوجي المستمر مع تقدم الأزمان وتطورها الفكري لذلك أصبحت المدرسة والتعليم أول ما تهتم بها الدول وتشتغل بها اشتغلال تتيح أحقية الجميع ذكورا وإناثا كبارا وصغارا الالتحاق بالمدارس والانتفاع بها 

وفي المدرسة يتم فيها التعليم والتلقين بعلوم مختلفة على أيد مدرسين قادرين مثاليين على الأداء الصحيح متمثلين بالأخلاق الحسنة، وهذه الدروس تقسمه مستويات وصفوف فهناك مدرس متخصص للمرحلة الابتدائية ومدرس للمتوسطة وآخر للثانوية وهكذا إلى الجامعات  تبعا للنمو الذكائي والترتيب الأكاديمي لدى الأبناء، فتم فيه مراعات مراحل النمو العقلي، فبحسب تخصص المعلم يعطى ما هو أنسب لمستواه العلمي والثقافي لا العكس. فنحن مع الأسف الشديد حين نقوم بزيارات المدارس وملاقات المعلمين وما يقومون به نلاحظ وجود معلمين غير مهيئين ولا قادرين على الأداء الصحيح ولا يملكون الفهم الصحيح للدرس، تجده متخصص بالإنجليزية يدرس الفرنسية وفرنسية يدرس الحساب أو التاريخ وهكذا تصور كيف يقدم المدرس درسا صحيحا سلم من الأخطاء ؟

دور التوجيه التربوي في الفصول الدراسية

هؤلاء المدرسون للطلاب ينبغي أن يتحلوا بمهارات مكتسبة على أيد فنيين تربويين ماهرين متمكنين للمادة التي عسى أن يكلف بتدريسه ولا يتم ذلك إلا مع موجه متخصص للمادة المفروضة عليه. فالتعليم لا يتأتى جزافا في رغبة فارغة فاقدة المضمون. بل لابد من موجه عالم بالمنهج بمقدور فائق يرافق المدرس في توجيهه وإرشاده وتوضيحه المنهج الحكومي المرسومة للسير عليه التدريس الجيد

إذن يتولى التوجيه المركز الأول فيما يعطى من الأهمية من جانب الدولة التي ترمي مجهوده وبصيرته لإعلاء المستوى العلمي للدولة وبواسطة أبنائها لذلك تكون الحكومة حازمة عادلة في اختيار المعلم الملائم للمهام الملقى عليه. يلي ذلك  الموجه  التربوي المرافق له فهو ملاك الأمر وهو الركن الأساسي للبناء وتطوير النشأ عقلا وتعليما في شتى العلوم الإنسانية، فالتعليم هو الحجر الركني والعمود الفقري في بناء الدول وفي إعداد مستقبلها الملائم لزمنها التطوري المستمر. والتعليم بمثابة الأم يتولد منها رغبات الحكومة ويرسم فيه جميع  المرامي والأولويات التي لها دورها المعتبر لدى الشرائع الدولية باعتبارها حق من حقوق الإنسان التي دعت إليها الأمم المتحدة بعد ألف ومئات السنين أثبها الدين الإسلامي كحق من حقوق الآدميين

المدرسة هي المعتمدة والمسئولة الأولى للإنتاج وتكوين الرجال والشخصيات القائمة على إدارة الحكم وإجراء شئون البلاد. فغياب التوجيه في المدرسة، وحين تهمل دولة أو تهين بأهمية التوجيه في المدرسة، وشأنها مبان وتلاميذ ومعلمين فهي مشرفة وواقعة في الهلاك ترمي بخسائر شعبها البريء بقدر لا يتصور. فلا داعي لدولة أن تهنئ نفسها بطرا تميل برأسها يمينا مفتخرة وهي ترمي وراءها مسئولية النشء والتعليم. وحين يظل هذا الجناح التعليمي بين أيد قوم ليسوا لها أهلا ولا أمناء ولا متعاطفين مع الشعب ودولته، ستظل كذلك النتيجة مدى السنوات سلبية فاسدة غير مرضية تفقد الأمل لحياة أفضل فليس من أجل التعليم ونتائجه محل اهتمام يعملون به بل من أجل الانتفاع بخيرات مؤسسة التعليم وإضاعة الدولة كليا

أما الموجه التربوي وقيامه بعمله على وجه أحسن يحتاج إلى تمويل يتيح فرص الانتقال إلى المدارس وسرعة مشاركة المعلم في الإعداد والتقديم ليكون الأداء صحيحا من هنا تكون نتائج الامتحان مرضية للجميع

بقلم الموجه التربوي

عبد الله عبد الله عبد الوهاب

تعليقات