احتفل مرشحو التحالف الحاكم، الذين تم انتخابهم بالاقتراع العام المباشر، أمس الخميس في موروني أمام عدة مئات من الأشخاص الذين يرتدون ملابس زرقاء وبيضاء. وبعد كلمات الشكر من الحكام المنتخبين إبراهيم مزي محمد من جزيرة انغازيجا، وشامينة بن محمد من جزيرة موهيلي، والدكتور زايدو يوسف من جزيرة أنجوان، خاطب الرئيس المنتخب غزالي عثمان جميع المواطنين قائلا "بينما أكدت المحكمة العليا للتو إعادة انتخابي رئيسا للجمهورية لولاية جديدة، أود أن أرسل لكم خالص شكري، على الاختيار الذي اتخذته الأغلبية منكم، للثقة بي، لرئاسة جمهوريتنا للسنوات الخمس المقبلة". وتابع فخامته "أنكم باختياركم منحي ثقتكم من الجولة الأولى لرئاسة مصير بلادنا، فإنكم قد اخترتم توطيد السلام والأمن وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة"
وعاد الرئيس غزالي عثمان إلى الحديث عن مظاهرات يومي 17 و18 يناير الجاري. وقدم تعازيه لأسرة الشاب الذي قتل في هذه المظاهرات دون أن يذكر اسمه قائلا "في حديثي إليكم اليوم، بصفتي الرئيس المنتخب، أفكر في الشاب الذي فقد حياته في ظروف مؤسفة للغاية، وأقدم تعازيّ الحزينة لعائلته". ودعا رئيس الجمهورية كافة شرائح المجتمع إلى العمل معا للحفاظ على السلام والأمن في البلاد، وقال "إن هذا الاختفاء المأساوي وكل أعمال العنف التي شهدتها بلادنا في الأيام الأخيرة، تفرض علينا واجب العمل معاً، حكومة ومعارضة وزعماء دينيين ووجهاء ومجتمع مدني، لإعادة بناء وحدتنا وعيشنا معاً"
وقد بدأت هذه الأعمال بقوة خلال الحملة الانتخابية وبعد إعلان النتائج المؤقتة للانتخابات الأخيرة. وقال الرئيس المنتخب "يجب علينا، في الواقع، أن نجتمع مرة أخرى، على أسس جديدة، لنحدد معا الإجراءات التي سيتم تنفيذها حتى لا يتمكن بلدنا وسكاننا أبدا من إعادة إحياء كابوس هذا العنف الذي وصل إلى أقصى الحدود"
علاوة على ذلك، وبينما نستعد لتسليم رئاستنا للاتحاد الأفريقي، فإنني أظل مصمما على الاشادة بالمستوى الذي وصلت إليه دبلوماسية بلادنا. وتعهد الرئيس غزالي "بدعم الفئات محدود الدخل من المواطنين للتعامل مع حالات الطوارئ في قطاعي المياه والطاقة، والحفاظ على مرتبة الدولة المتوسطة الدخل التي حصلت عليها بلادنا، وتسريع تنفيذ الإصلاحات التي بدأتها ودعمتها المؤسسات المالية الدولية، ووضع الهياكل المنصوص عليها في الاتفاقية التي تم التوصل إليها في إطار الحوار بين القطاعين العام والخاص، والاستفادة من إنشاء صندوق تشجيع تشغيل الشباب وريادة الأعمال، ومواصلة بناء البنية التحتية لتسهيل حركة تنقل الأشخاص والبضائع وتحويل الاقتصاد بنجاح وكذلك النهوض الاجتماعي والاقتصادي لبلدنا، بحلول العام 2030"
ووجه الرئيس المنتخب التحية للمرشحين المعارضين الخاسرين ومد يده للمعارضة قائلا "اسمحوا لي أن أحيي باحترام معارضي ومنافسي في هذه الانتخابات الذين ترشحوا في الانتخابات الرئاسية والمحافظين، وأود بهذه المناسبة أن أخبرهم أنه ليس لدي أي ذرة من التحفظ والاستياء. أمد إليهم يد الأخوة، كما فعلت دائما، وأدعوهم إلى الاتحاد بشأن الأساسيات من أجل نهضة بلدنا، كما أدعوهم إلى العمل معا للتحضير بالانتخابات التشريعية المقبلة". ويدرك غزالي أن الحفاظ على السلام يتطلب جهود الجميع
واعتبر الرئيس المنتخب أن "طبيعة الانتخابات الرئاسية وحكام الجزر، حيث كانت حرة وديمقراطية وشفافية، وأشاد بها المجتمع الدولي، لم تحقق التأثير المتوقع، كما يتضح من العنف والأجواء العدائية التي اتسمت بها إعلان نتائج هذه الانتخابات، ويجب علينا، أن نعمل سويا من أجل المستقبل، كي نمنع بلادنا ومواطنينا من مشاهد العنف ودعوات الكراهية"
وفي ختام كلمته، أكد غزالي عثمان بأنه سيعمل جاهدا لتنفيذ تعهداته التي قطعه خلال حملته الانتخابية. وقال "مع خبرتي التي اكتسبتها خلال خدمة بلدنا وسكانها، فإنني أظل أكثر تصميماً من أي وقت مضى على تحقيق طموحاتنا المشتركة، الرامي إلى جعل خطة جزر القمر الناشئة حقيقة، بهدف تسجيل جمهورية القمر المتحدة من بين الدول الناشئة بحلول عام 2030. وفي تنفيذ هذا العمل المشترك، أعتمد على دعمكم وقبل كل شيء التزامكم بالحفاظ على ما هو أعز علينا، أي السلام والأمن والاستقرار، حتى يتمكن بلدنا من الازدهار والتألق بشكل أكبر في العالم"
