ويمثل المؤتمر الوزاري أعلى هيئة للتداول في منظمة التجارة العالمية، وهي المنظمة الدولية المعنية بتنظيم التجارة العالمية وتسهيلها، وشهدت هذه الدورة العديد من الأنشطة والاجتماعات وجلسات التفاوض بين الوفود، بهدف تطوير نظام التجارة العالمية والتركيز بشكل رئيسي على رسم وتعزيز سياستها. ولم يكن حدث انضمام جمهورية القمر المتحدة إلى منظمة التجارة العالمية من حيث الزمن والمكان عاديا، كسائر الأحداث، بل كان نقطة تحول في تاريخ جزر القمر السياسي والاقتصادي والتنموي، وتحقيق رؤية فخامة الرئيس غزالي عثمان الاستراتيجية لجعل جزر القمر دولة صاعدة بحلول عام 2030
وحظيت مسيرة انضمام جزر القمر التاريخي دعم كامل وواضح من الأشقاء والأصدقاء والشركاء الدوليين، خاصة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بتوجيهاته الكريمة. وفيما يقارب الـ20 عاما الماضية، سعت بلادنا بجدية وبشكل حثيث ودؤوب، عبر الحكومات والرؤساء السابقين، لانضمام إلى هذه المنظمة الاقتصادية العالمية، التي تعتبر ركيزة أساسية لسياسة التجارة العالمية
وجاء الاستقبال الرسمي، من سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لأخيه فخامة الرئيس غزالي عثمان، في قصر البحر، يوم الأربعاء 28 فبراير الماضي، بحضور كبار الوزراء في دولة الإمارات، بعد انتهاء أعمال المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية، ليؤكد قوة ومتانة العلاقة بين الرئيسين، وهي علاقات ضاربة ومتجذرة عبر التاريخ بين قادة الدولتين الشقيقتين: جزر القمر والإمارات، وأن العراقيل والصعاب تتلاشى دوما أمام صدق الإرادة وقوة العزيمة
دولة الإمارات تجدد التزامها لتحقيق التنمية في جزر القمر
وها هي دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادتها الحكيمة والرشيدة، تساند الأشقاء في جزر القمر للخروج من مرحلة التكافل والتضامن، إلى مرحلة الاعتماد الذاتي، من خلال تنفيذ مشاريع تنموية استراتيجية لصالح القمريين، وليست هذه بجديد لدى حكام الإمارات الحاليين، بل هي إرث أصيل منذ قيام الاتحاد على يد القائد الباني، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- من خلال بناء شراكات شاملة بين الأشقاء والأصدقاء، وإن دولة الإمارات تجدد التزامها بالجهود الرامية لتحقيق التنمية المستدامة في جزر القمر
هذه هي الأخوة! الأخوة الحقيقية الصادقة من القلب بامتياز، والتي تنطلق من الفهم العميق لضرورة التعاون والتنسيق المشترك، وما يجب أن تكون عليه العلاقات "الشقيقة-الشقيقة" التي تشمل جميع المجالات بين الحكومتين بما يكون كفيلا بتحقيق مصالح جميع الأطراف والأمة جمعاء. ونحن -الشعب القمري- إذ نتابع بكل فخر واعتزاز، قوة ومتانة العلاقات بين الدولتين الإمارات وجزر القمر، نراها تاريخية واستراتيجية، ولقيادة البلدين إرادة مشتركة لتعزيزها وتطويرها بما يخدم بلدينا وشعبينا، ومصالحهما المشترك
وأن العلاقات المتنامية تستند إلى إرث عظيم وكبير، وتاريخ طويل بين البلدين، إيمانا من قيادتي وشعبي الدولتين بضرورة العمل الدائم، للارتقاء بالتعاون إلى الدرجة التي تحقق التطلعات. وتؤكد مسيرة العلاقات التي تتميز بها دولة الإمارات العربية المتحدة، برؤية قيادتها الرشيدة، وسياستها الحكيمة النابعة من أصالة المواقف والحرص على جميع الأشقاء، حيث أن دولة الإمارات تعتبر استقرار جزر القمر -أمنيا واقتصاديا- ركيزة لا غنى عنها للعمق العربي، في المحيط الهندي وشرق أفريقيا، كونها الأساس لأمن المنطقة برمتها والتقدم والازدهار
نسال الله عز وجل أن يعيين قيادتي البلدين الشقيقتين سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وغزالي عثمان على حمل المسئوليات الملقاة على عاتقهما، وأن يمدهما بنعمة الصحة والعافية والتوفيق وطول العمر، وبمزيد من العطاءات والبرامج والمشاريع الإنسانية التنموية المستدامة، لصالح الحكومة القمرية بشكل خاص، وللشعب القمري الشقيق بشكل عام
بقلم الأستاذ/علي حسن صالح
رئيس جمعية الهلال الأحمر القمري