خاطب رئيس الجمهورية غزالي عثمان الشعب القمري، مساء الاثنين 25 يناير الجاري، لمعاودة العمل بالإجراءات الوقائية من أجل "حماية السكان بشكل أفضل". وهو إعلان متحمس عليه، خاصة بعد التأكد من وجود السلالة المتحورة -التي اكتشفت لأول مرة في جنوب أفريقيا- في البلاد مع زيادة العدد الهائل من الضحايا. وفي غضون شهر واحد، مع هذه الموجة الثانية، بلغ عدد الوفيات أكثر من 70 حالة وفاة، بينما كانت الأرقام الرسمية خلال 9 أشهر من الوباء 7 وفيات. وهو وضع صحي مقلق للغاية، تقلق الحكومة والسكان في الوقت نفسه. وأكد غزالي عثمان في خطابه على ضراوة هذه الموجة الثانية، وأن السلالة المتحورة الجنوب أفريقية لها خصوصية الانتشار السريع والتأثير على جميع طبقات السكان

وقال رئيس الجمهورية بأن البلاد تسجل تطورا هائلا لهذا الوباء، حيث بدأت هذه الموجة الثانية في جزيرة موهيلي. معربا عن أسفه بأنه "رغم حشد الإدارات المعنية لتقديم الدعم والمساعدة اللازمين للهياكل القائمة، ورغم كل الجهود المبذولة إلا أن الفيروس ينتشر في جميع أنحاء جزرنا". ووفقا للأرقام الرسمية التي أصدرتها وزارة الصحة، أول أمس الأربعاء 27 يناير، بلغ عدد المصابين بكوفيد-19 في الجزر الثلاث 2492 حالة، بما في ذلك 147 حالة مستوردة، شفي منها 1496 حالة. بينما الحالات الجديدة النشطة بلغت 915 حالة، منهم 634 في جزيرة القمر الكبرى و268 في أنجوان و13 في جومبي فاطمة. وأكد الرئيس غزالي قائلا "إنني أنتهز هذه الفرصة المؤلمة لأجدد تعازيّ الحزينة وكذلك تعازي الشعب والحكومة القمرية لجميع أسر الضحايا، متمنيا الشفاء العاجل للمرضى، وأقول لهم إننا معهم من صميم القلب"

حظر جميع التجمعات

أوضح رئيس الجمهورية بأنه من الضروري التحرك بسرعة لتجنب كارثة "يصعب السيطرة عليها". وبعد طلب التفاهم والتعاون والدعم من السكان، أعلن الرئيس غزالي عن عدة إجراءات لحماية البلاد، التي ليست الآن في احتفال، لكن الحاجة الملحة هي انقاذ الأرواح. وأعلن أنه "اعتبارا من اليوم، يتم فرض الاجراءات التالية: الالتزام بارتداء الكمامة والاحترام الصارم للتباعد الجسدي في جميع الأماكن العامة، بما في ذلك المركبات وسيارة الأجرة والمحلات التجارية والمؤسسات العامة والخاصة ". وأن فرض حظر التجوال في جميع أراضي الوطن من الساعة الثامنة مساء حتى الساعة الخامسة صباحا. كما أمر رئيس الدولة بإغلاق جميع المساجد وأماكن العبادة الأخرى، بالإضافة إلى حظر التجمعات الثقافية أو الدينية، وحفلات الزواج والدينية. وكان الأمر يتعلق أيضا بإغلاق جميع الأسواق من الساعة الرابعة مساء خلال أيام العمل، بينما سيتم تخصيص أيام الأحد للتعقيم والتنظيف

وأكد الرئيس غزالي أن جميع المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية وجامعة جزر القمر تظل مفتوحة في الوقت الحالي، ولكن يتم مراقبتها ومتابعتها بشكل يومي من قبل علمائنا، الذين يتعاونون مع مسؤولي المؤسسات، وسيقدمون المشورة بشأن الاجراءات التي يجب اتخاذها إذا لزم الأمر". وفيما يتعلق بصلاة الجنازة أثناء الجائحة، قال غزالي عثمان إن دار الافتاء ستحدد كيفيتها. مؤكدا قائلا "وهذا فيما يتعلق باحترام العبادة وكرامة الميت". ومحذرا أنه "لن يتم التسامح مع عدم الامتثال لتدابير الوقاية، وبروتوكول غسل الموتى والدفن". وقال "طلبت من قوات الأمن بأن تتأكد من احترام هذه الاجراءات بأقصى قدر ممكن"