إن دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة وشعبا ممتن بحب القمريين، أرسى دعائمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمة الله- ووسع أفقها أبناء زايد -حفظهم الله- انطلاقا من وصية الوالد -القائد الباني- بحب الأمة والقيام بكل تفان بنهضتها لتحقيق العز للعرب كلهم. وإن دولة الإمارات أكثر من شراكة، لأنموذج لا حدود لأفقه على جميع الأصعدة سياسية  أمنية اقتصادية ثقافية رياضية.. وأن تعيين السفير جمعة راشد الرميثي هو تجسيد لمزيد من التلاحم في خدمة العلاقات الأخوية بين البلدين والاستقرار الإقليمي والعالمي

والعلاقة بين الدولتين نسجت خيوطها عبر التاريخ، لتجمع بين أواصر الأخوة ووحدة المصير، وتشابك الأهداف. وفي ظل ما تشهده المنطقة من أحداث، تتصاعد فيها وتيرة المخاطر التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها، يتجلى بوضوح أهمية اتساق الرؤى وبلوغ أعلى درجات التنسيق بين قيادتي البلدين، لمواجهة التحديات، وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة، وتعزيز التكامل في مختلف المجالات. فعلاقات الإمارات مع جزر القمر تمضي نحو مزيد من التمكين، تعززها تطابق مواقف البلدين ووجهات نظرهما في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية والتنموية

السفير الرميثي في داره وبين أهله

إن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية القمر المتحدة ليست علاقات عادية بين دولتين، إنها علاقات متميزة ومتفردة ضاربة جذورها في التاريخ، ونسجت خلال مسيرتها الطويلة عروة وثقى، ورباطا من الإيمان بمصير مشترك لا فكاك منه ولا تراجع عنه، مؤكدة أنها صارت مثل الحبل السري الذي يعطي الحياة. لذا، فإن تعيين السفير الإماراتي الجديد في جزر القمر بوقت قياسي تحديدا! ليس مجرد تعيين رسمي أو بروتوكولي، بل هو في معناه السياسي والوطني العيش المستدام في بلده الثاني -جزر القمر- بكل ما تحمل من معنى، ومتابعة حثيثة على أرض الواقع بتنفيذ التوجيهات الصادرة من القيادة الرشيدة في أبو ظبي، باستدامة حياة كريمة لصالح الأشقاء في جزر القمر، في إطار متابعة وتنفيذ مشاريع مستدامة ومتنوعة في كل المجالات

وإن المواقف التي تنطلق من الفهم العميق لضرورة التعاون والتنسيق المشترك وما يجب أن تكون عليه العلاقات "العربية-العربية" التي تشمل جميع المجالات بين الحكومتين بما يكون كفيلاً بتحقيق مصالح جميع الأطراف والأمة جمعاء. ونحن -الشعب القمري- إذ نتابع بكل فخر واعتزاز، قوة ومتانة علاقات الإمارات وجزر القمر نراها تاريخية واستراتيجية، ولقيادة البلدين إرادة مشتركة لتعزيزها وتطويرها بما يخدم بلدينا وشعبينا ومصالحهما المشترك

العلاقات القمرية الإماراتية نموذجا مشرفا

إن العلاقات المتنامية تستند إلى إرث عظيم وكبير وتاريخ طويل بين البلدين، إيماناً من قيادتي وشعبي الدولتين بضرورة العمل الدائم للارتقاء بالتعاون إلى الدرجة التي تحقق التطلعات. وأكدت مسيرة العلاقات عمق النظرة التي تتميز بها دولة الإمارات العربية المتحدة الإمارات برؤية قيادتها الرشيدة وسياستها الحكيمة النابعة من أصالة المواقف والحرص على جميع الأشقاء، حيث تعتبر استقرار جزر القمر، أمنيا واقتصاديا تحديدا، ركيزة لا غنى عنها للعمق العربي في المحيط الهندي، وشرق أفريقيا، كونها الأساس لأمن المنطقة برمتها والتقدم والازدهار. والإمارات داعم لكل جهد إنساني واجتماعي وسياسي واقتصادي يكون كفيلاً بحفظ الأمن وتعزيز التكاتف لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية في جزر القمر.

 فإن الموقف النابعة من إرادة سياسية قوية وثابتة لقيادتي البلدين الشقيقين انعكست على جميع المجالات السياسية والاقتصادية، وكانت التجربة الإماراتية الداعمة تنموياً حاضرة بقوة! وتم تقديم الخبرات اللازمة لدعم الجهاز الإداري في جزر القمر، وإحداث النقلة المطلوبة لدى القمريين بما يمكنهم من تعزيز المسيرة التنموية وتحسين الوضع الاقتصادي الذي وجد كل دعم من قبل دولة الإمارات.

المشاريع التنموية الإماراتية تحت إشراف السفير المقبالي

محطتان للطاقة في جزيرتي انغازيجا وأنجوان

وحدة إنتاج الأكسجين بمستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في موروني

مساعدة غذائية للشعب القمري

مائتان وخمسون ألف اختبار لفيروس كورونا

بناء وتأهيل 12 مدرسة على النحو التالي: 9 مدارس في موروني و3 مدارس في أنجوان

إنشاء مستشفى الولادة والأطفال في موهيلي

مراكز التدريب الفني في موروني

ستمائة ألف لقاح ضد فيروس كورونا

مساعدات مدرسية (توزيع حقائب مدرسية في الجزر الثلاث)

مساعدات إنسانية موسمية

تطوير مستشفى غسيل الكلى بموروني بأجهزة حديثة وإنشاء الفروع في جزيرتي أنجوان وموهيلي -قيد التنفيذ

فتعيين السفير الرميثي في البلاد يعكس مدى اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة وتقديرها للرئيس غزالي عثمان، وحكومته الرشيدة في تعزيز ودعم رؤية فخامته في جعل جزر القمر دولة صاعدة بحلول عام 2030، ودور جزر القمر في المحيط الهندي والاتحاد الإفريقي. وأن العلاقات القمرية الإماراتية تتسم بقدر كبير من التقارب والتنسيق، تعززها التفاهم المشترك بين القيادة السياسية في البلدين، وهناك تنسيق دائم بين القيادة القمرية والإماراتية في مختلف المجالات. ويمتد التنسيق ليشمل الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وهو ما أعطى بعدا وصبغة جديدة لهذه العلاقات ورسّخ من مكانة موروني وأبوظبي أطرافاً فاعلة ورئيسة ومؤثرة في التعامل مع المشكلات الإقليمية والدولية

وفي الختام، نسال الله عز وجل أن يمد للسفير الجديد على حمل المسئوليات الملقاة على عاتقه، وبمزيد من العطاءات والبرامج والمشاريع الإنسانية التنموية المستدامة لصالح الحكومة القمرية بشكل خاص، وللشعب القمري الشقيق بشكل عام

بقلم الأستاذ/علي حسن صالح

رئيس جمعية الهلال الأحمر القمري