ونوه مفتي الجمهورية بنجاح أعمال الدورة الـ25 لمجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، التي انعقدت في مدينة جدة على مدى أربعة أيام، بمشاركة أكثر من 200 عالمٍ من كبار العلماء من الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، على مستوى 57 دولةً، وذلك لمناقشة 160 بحثاً علمياً في الموضوعات المختلفة؛ المتعلقة بالمستجدات والنوازل الفقهية وإصدار قرارات شرعية بشأنها
وأثنى سماحته في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بمناسبة عقد هذه الدورة، على متابعة رئيس المجمع الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد، والأمين العام للمجمع الدكتور قطب مصطفى سانو، لأعمال الدورة، التي تنطلق من أهمية المجمع وما يضطلع به من دور كبير في إيجاد الحلول ومعالجة المسائل المستجدة والنوازل ومشكلات العصر برؤية فقهية نيرة وبطرق خلَّاقة، تقوم على الوسطية والاعتدال وبما يتوافق مع مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة، ويحقق التكامل المعرفي بين مختلف علماء المسلمين وفقهائهم في هذا الشأن
وأشار إلى أنَّ أهمية الفقه الإسلامي في مجتمعاتنا الإسلامية تتجلى في أنه يتناول بشكل مباشر حياة الفرد والأسرة والمجتمع ويتناول العلاقات مع المجتمعات غير الإسلامية، والعمل على إصدار الفتاوى والبحوث والدراسات المأخوذة من مبادئ الدين الحنيف والمنسجمة مع تطور الحياة، التي يتسامى بها مَجْمعَ الفقه الإسلامي الدولي، الجهازٌ العلميٌّ العالميٌّ المُنبثِق عن منظّمة التعاون الإسلامي، الذي يضم أعضاءً من الفقهاء والعلماء والمُفكرين والخبراء في شتى مجالات المعرفة الفقهيَّة والثقافيَّة والتربويَّة والعلميَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والطبيعيّة والتطبيقيّة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي
وقال الشيخ أبو بكر سيد عبد الله "إن المملكة العربية السعودية تعزز آفاق التعاون من أجل خدمة الإسلام والمسلمين بالعالم، اتساقاً مع رسالتها السَّامية وريادتها للعالم الإسلامي، وجهودها في خدمة الإسلام والحرَمين الشريفين محلّ تقدير جميع المسلمين بالعالم"، مشيداُ بالعلاقة المتميزة بين المملكة وجمهورية القمر المتحدة
ولفت سماحة مفتي جزر القمر الانتباه إلى أن المملكة العربية السعودية دعمت بلاده في إنشاء بنيتها التحتية، بما في ذلك الطرق الوطنية الرئيسة، كما تم توقيع العديد من مذكرات التعاون بين البلدين، وتبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، ويأتي قطاع التعليم في مقدّمة الدَّعم السخِيّ، حيث فتحتْ المملكة أبواب مؤسَّساتها التعليميَّة المختلفة لأبناء جزر القمر، من التعليم العام، إلى التعليم المهني والتعليم الجامعي، وكذا الدِّراسات العليا، وتميَّزتْ المملكة باحتضان أكبر عددٍ من الطلاب القمريِّين في مؤسَّساتها التعليميَّة
وأبدى سماحته تطلعه إلى تعزيز علاقات التعاون مع الرئاسة العامَّة للبحوث العلميَّة والإفتاء، وغيرها من المؤسسات الدّينية والبحثيَّة في المملكة، لتحظَى بالدَّعم والمساندة، كي تتمكَّن من أداء رسالتها المنوطة بها في التعليم وبيان الأحكام الشرعية السَّمحة، بعيداً عن الغلوِّ والتطرّفِ، وتعزيز الوسطيَّة والتسامح ومحاربة الأفكار الضَّالة والمنحرفة