وقد أقيم الحفل الرسمي بهذه المناسبة في مقر البرلمان الوطني، بحضور رئيس الجمهورية غزالي عثمان، وأعضاء الحكومة، والبرلمان، ومفتي الجمهورية، والسفراء المعتمدين، وممثلي البعثات الدبلوماسية، إلى جانب عدد كبير من المسؤولين والمواطنين. وجاء الاحتفال هذا العام تحت شعار: "العدالة التعويضية للأفارقة: استعادة الكرامة وبناء المساءلة
وفي كلمته خلال الحفل، تطرّق الرئيس غزالي إلى تاريخ تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية عام 1963، مشيرًا إلى أن ذلك التاريخ يُعد "محطة بارزة في الوعي الجماعي الأفريقي"، حيث اجتمع رؤساء الدول والحكومات في أديس أبابا آنذاك لوضع اللبنات الأولى للتكامل القاري والتحرر السياسي. وأضاف: "في ذلك اليوم المجيد، بدأ مسار الوحدة والتضامن والتنمية المشتركة، والذي تُوّج لاحقًا بتحول المنظمة إلى الاتحاد الأفريقي في 2002
جهود الاتحاد في إحلال السلام
وأشار الرئيس غزالي، الرئيس السابق للاتحاد الأفريقي، إلى أن المنظمة تمكنت من لعب دور محوري في مواجهة الأزمات على مستوى القارة والعالم، مؤكدًا أن الاتحاد "حمل راية السلام بكرامة وشجاعة من خلال مجلس السلم والأمن، والقوة الاحتياطية الأفريقية، ومهام الوساطة والاستقرار، للحفاظ على الأرواح وتعزيز الثقة
وأضاف فخامته أن الاتحاد وضع أسسًا متينة للحكم الرشيد والديمقراطية، عبر ميثاق الديمقراطية الأفريقي، وآليات مراقبة الانتخابات، والمحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب
وفي سياق متصل، تطرّق الرئيس غزالي إلى الطموح الاقتصادي المشترك لأفريقيا، مشيدًا بإطلاق منطقة التجارة الحرة القارية، التي قال إنها "تشكل خطوة استراتيجية نحو بناء فضاء اقتصادي متكامل يخدم شعوبنا، ولاسيما فئة الشباب". كما شدّد على أهمية تمكين الشباب والنساء، مؤكدًا أنهم "يشكلون جوهر السياسات الوطنية، ليس فقط عبر الشعارات، بل من خلال إجراءات ملموسة في التعليم وريادة الأعمال والمشاركة السياسية والابتكار
قضية مايوت: موقف ثابت ودعم أفريقي
وفي حديثه عن جزيرة مايوت المحتلة، عبّر الرئيس غزالي عن امتنانه للدعم الأفريقي المتواصل، مؤكدًا تمسك بلاده بوحدتها الترابية وحقها في استعادة الجزيرة وفقًا لقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي
وأشاد غزالي باختيار شعار هذا العام، معتبرًا أنه "دعوة صريحة للاعتراف بالمظالم التاريخية التي تعرض لها الأفارقة وأبناء الشتات، من عبودية واستعمار وفصل عنصري وحتى الإبادة الجماعية"، مطالبًا العالم بالاعتراف بتلك المآسي والعمل على معالجتها عبر التعويضات
ومن جانبها، أكدت أليس نزومكوندا، ممثلة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ورئيسة مكتب الاتصال في مدغشقر وجزر القمر، التزام الاتحاد بدعم استقلال جزر القمر الكامل، بما يشمل عودة جزيرة مايوت
أما السفير التنزاني في موروني، سعيد عثمان يعقوب، عميد السلك الدبلوماسي الأفريقي في جزر القمر، فقد وجّه الشكر للسلطات القمرية على حسن الضيافة، مشيدًا بدور جزر القمر كـ"أمة للصمود والجمال والثقافة"، مؤكدًا أن نشيدها الوطني يلامس قلب أفريقيا ويرمز إلى هويتها الجامعة، ويعكس روح الوحدة التي ألهمت المؤسسين الأوائل