وشهد الحفل الختامي حضورًا لافتًا تقدمه سماحة مفتي الجمهورية الشيخ أبو بكر سيد عبد الله، ومدير عام الشؤون الإسلامية بوزارة الشؤون الإسلامية الأستاذ سيد سقاف شريف حماد، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين، والقائم بالأعمال بسفارة المملكة المغربية إدريس علوي، والدكتور راشد بن علي الحارثي، عميد كلية العلوم الشرعية بسلطنة عُمان، بالإضافة إلى جمع كبير من أولياء الأمور وطلبة القرآن

وفي كلمة بهذه المناسبة، أكد الدكتور عبد الحكيم محمد شاكر، رئيس فرع المؤسسة في جزر القمر، أن المسابقة أضحت حدثًا سنويًا راسخًا ضمن برامج المؤسسة التي تحتفل هذا العام بمرور عشر سنوات على تأسيسها. وأوضح أن هذه الفعالية تأتي انسجامًا مع أهداف المؤسسة في خدمة القرآن الكريم وتعزيزه في نفوس الشباب، وتشجيعهم على حفظه وتدبر معانيه، قائلًا: "نحرص على تحفيز الناشئة في إفريقيا على التمسك بكتاب الله، ليكون لهم نورًا يهديهم في زمن تتكاثر فيه التحديات والتيارات الهدّامة التي تهدد أصالتهم وهويتهم

ثلاثة فروع للمسابقة ومشاركة متميزة

تنافس في المسابقة 52 مشاركًا ومشاركة من مختلف المدارس الإسلامية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم في البلاد، ووزعت المنافسة على ثلاثة فروع: حفظ القرآن الكريم مع الترتيل برواية ورش عن نافع (لم يتقدم فيه أحد). حفظ القرآن كاملًا مع الترتيل برواية حفص عن عاصم (شارك فيه 12 متسابقًا ومتسابقة). حفظ خمسة أجزاء مع التجويد (شارك فيه 40 متسابقًا ومتسابقة)

وقد أعلن رئيس لجنة التحكيم، الأستاذ عبد الله بكر صالح، النتائج على النحو التالي: الفرع الثاني (الحفظ الكامل): المركز الأول: أبو بكر رشاد، المركز الثاني: نجيب محمد موسى، المركز الثالث: محسن جاي علي. الفرع الثالث (خمسة أجزاء): المركز الأول: موسى ملجا، المركز الثاني: شافع علي سيد، المركز الثالث: تسليم عظام الدين. وفي نهاية الحفل، تم توزيع جوائز قيمة على الفائزين تشجيعًا لهم على الاستمرار في درب حفظ القرآن وخدمته

دعم مغربي متواصل وتعزيز للعلاقات الأخوية

وفي كلمته، أكد القائم بالأعمال المغربي إدريس علوي أن المملكة المغربية تولي اهتمامًا بالغًا بالقرآن الكريم، حيث يبلغ عدد حفظة القرآن فيها أكثر من مليون حافظ، مشيرًا إلى أن دعم المغرب لحفظ القرآن في إفريقيا هو جزء من سياسة دينية راسخة تجذرت منذ قرون، وأثمرت إنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي أصبحت منصة لنشر الوسطية والاعتدال في القارة. وأشار إلى أن هذه الجهود تتوج بإصدار الظهير الشريف لجائزة محمد السادس للقرآن الكريم في 6 فبراير 2005، بغاية تشجيع الناشئة على حفظ القرآن الكريم وتفسيره والعمل بأحكامه

ونيابة عن وزير الشؤون الإسلامية، أعرب الأستاذ سيد سقاف شريف حماد عن تقدير الحكومة القمرية لما يبذله الملك محمد السادس -نصره الله- من جهود في سبيل نشر القرآن الكريم وتعليمه في إفريقيا، مؤكدًا استعداد الوزارة للتعاون الكامل مع فرع المؤسسة لتنظيم مسابقات مماثلة في جميع أنحاء البلاد

من جهته، أشار الدكتور نور الدين باشا، الأمين العام لفرع المؤسسة في جزر القمر، إلى أن المؤسسة أصبحت تضم 48 فرعًا في القارة الإفريقية، وأن هذا الانتشار الواسع خلال عقد واحد فقط من تأسيسها، يمثل دليلًا على صدق نيتها وانطلاقها من أساس التقوى، مؤكدًا أن هذه النسخة هي السادسة التي تنظم في البلاد منذ انضمام جزر القمر إلى عضوية المؤسسة